من المبادرات اللافتة التي أقرتها الدولة بإشراف برنامجي الإسكان وتطوير الصناعة الوطنية والدعم اللوجستي، مبادرة تحفيز تقنية البناء التي أطلقت لتكون حلقة الوصل بين المواطن والمستثمر والمقاول ومصانع تقنية البناء!

المبادرة تعمل على دعم التحول من البناء التقليدي إلى البناء الحديث، مع تحفيز الاستثمار في تقنيات البناء المتطورة، وضمان كفاءة الجودة مع خفض تكلفة البناء، بحيث يتم إنشاء وحدات سكنية ذكية بتكلفة معقولة !

تطوير تقنيات البناء يسهم في تقليص المدة الزمنية لتنفيذ مشاريع البناء مما يعجل في تلبية الطلب على الوحدات السكنية، كما أن تحفيز المستثمرين ودفع المقاولين العقاريين للأخذ بتقنيات البناء الحديثة يدعم أداء المصانع الوطنية ودورها في تعزيز الاقتصاد الوطني وخلق فرص العمل !

ولأنني أؤمن بأن المستقبل قطار زمني لا يتوقف فإنني أنظر باهتمام إلى مراحل تطور تقنيات البناء عبر الزمن وكيف أسهمت بشكل مستمر في تقدم حياة الإنسان والتأثير في بناء الحضارات العمرانية، رغم كل ما قوبلت به هذه المراحل المتغيرة من شكوك وحذر وربما مقاومة، فالإنسان بطبيعته حذر من كل جديد، وعندما قيل إن بالإمكان اليوم بناء منزل كامل في يومين، لم يفاجئني ذلك فما كان يبنى من معالم عمرانية في حضارات سابقة خلال عقود من الزمن أصبح يبنى لاحقا خلال سنوات ثم أشهر، واليوم لم يعد السؤال هل يمكن بالفعل بناء وحدات سكنية وعمرانية بواسطة تقنيات بناء جديدة، بل في كيفية تطويع هذه التقنيات لتلبية حاجة الإنسان بأعلى معايير الجودة وضمانات الكفاءة بتكلفة معقولة !

ومبادرة تحفيز تقنيات البناء خطوة لربط أطراف العلاقة بشكل يسهم في توفير الحلول وإنتاج الأفكار وابتكار التنقيات مع تذليل العقبات التنظيمية والتمويلية والتسويقية، وبرأيي أن هذه المبادرة عند اكتمال دورها ستكون حجر الزاوية في مستقبل القطاع السكني والتطوير العقاري، فرحلات الإنسان نحو الغد تختصر مسافاتها المبادرات الجريئة والأفكار الخلاقة والتجارب الجديدة!