كيف أصبحت أنظمة الدخول النواة الخفية للمباني الذكية؟

Eduardo Souza 

في فيلم جاك تاتي”Mon Oncle” عام 1958، أصبحت العمارة نفسها شخصية.. أبواب منزلقة، نافورة أوتوماتيكية، بوابات تصدر أصواتًا ميكانيكية، أجهزة تسحر السكان وتحبطهم في آن واحد. تنبع الكوميديا تحديدًا من حقيقة أن هذه الأنظمة التي تبدو تافهة تشكل الحياة اليومية بصمت. بعد أكثر من ستة عقود، يبدو هذا الملاحظة نبوية. في المباني المعاصرة، تعمل أنظمة لا حصر لها بشكل مستقل وغير ظاهر، وتمر دون أن يلاحظها أحد عندما تعمل بشكل جيد. من بينها، تبرز الأبواب الأوتوماتيكية، التي كانت تُعتبر تقليديًا عناصر ثانوية، كجزء من “بنية تحتية خفية” جديدة.. أنظمة متصلة وفعالة وذكية تدعم الراحة والاستدامة والمرونة التشغيلية.

عندما نفكر في الأداء المعماري، نادرًا ما تظهر أبواب الدخول ضمن الأولويات. للوهلة الأولى، تبدو مقتصرة على الفتح والإغلاق بشكل متكرر طوال اليوم. ولكن في الانتقال إلى العمارة المستدامة والذكية، اتخذت هذه الأنظمة وظائف جديدة.. لقد أصبحت الآن عقدًا نشطة في الشبكات الرقمية. مجهزة بمنصات إنترنت الأشياء “IoT”، يمكن للأبواب الأوتوماتيكية نقل بيانات في الوقت الفعلي حول أنماط الاستخدام، وتوقع احتياجات الصيانة، ومراقبتها أو تعديلها عن بُعد. تقلل هذه الاتصالية من وقت التوقف عن العمل، وتطيل عمر المعدات، وتخفض تكاليف الصيانة التصحيحية، بينما تحول الأبواب في الوقت نفسه إلى أجهزة استشعار للمبنى، وتولد بيانات قيمة لأنظمة إدارة المباني “BMS”. عند دمجها مع أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء “HVAC” والإضاءة والأمن، تصبح جزءًا من نظام بيئي ذكي يدعم تجربة المستخدم والتشغيل اليومي للمبنى على حد سواء.

ecoLOGIC وكفاءة الطاقة

من بين أهم التطورات هو ecoLOGIC، وهو حل قائم على الذكاء الاصطناعي للأبواب الانزلاقية الأوتوماتيكية. يقوم النظام بضبط سلوك الباب ديناميكيًا، مثل السرعة ووقت الإبقاء مفتوحًا، وفقًا لتدفق المشاة والظروف الجوية ودرجة الحرارة الخارجية، موازنًا بين تجربة المستخدم وكفاءة الطاقة. بعبارة أخرى، يقلل من فقدان الطاقة أثناء الفتح وكذلك الطلب على أنظمة التدفئة أو التبريد.

تظهر الاختبارات توفيرًا يصل إلى 14000 كيلووات ساعة سنويًا لكل مدخل في المتاجر متوسطة الحجم، بالإضافة إلى تقليل دورات الفتح بنسبة 2 إلى 7%. هذا لا يطيل عمر الأبواب في البيئات ذات الحركة المرورية العالية فحسب، بل أكسب النظام أيضًا شهادة GreenCircle لكفاءة الطاقة المثبتة. الحل حاصل أيضًا على شهادة ISO 27001، مما يضمن أمان البيانات، ويعمل بشكل مستقل عن شبكة تكنولوجيا المعلومات المحلية عبر بوابة مزودة بمودم خلوي وشريحة SIM. هذا يعني أنه يمكن تنفيذ النظام بسرعة، دون الحاجة إلى تكاملات معقدة، مع الحفاظ على سلامة البيانات والأمن السيبراني. وقد حصل ecoLOGIC أيضًا على أول علامة اختبار من TÜV SÜD للذكاء الاصطناعي التي تتحقق بشكل مستقل من الأداء والموثوقية.

يمكن ملاحظة تأثير هذه الأنظمة عبر قطاعات مختلفة.. في الرعاية الصحية، تضمن الأبواب الأوتوماتيكية تشغيلًا صحيًا وبدون تلامس، مما يقلل من مخاطر التلوث، وعند دمجها مع مراقبة إنترنت الأشياء، فإنها تضمن الموثوقية في المناطق الحيوية مثل غرف العمليات ووحدات العناية المركزة؛ وفي الخدمات اللوجستية، تعمل مراقبة دورات الفتح والإغلاق على تحسين تدفق البضائع وتقليل فقدان الطاقة في البيئات ذات التحكم في المناخ، مثل التخزين البارد؛ وفي النقل، تقلل المراقبة عن بعد من الانقطاعات في المحطات والمطارات، مما يضمن الحركة المستمرة للمسافرين في البنى التحتية التي لا يمكنها تحمل وقت التوقف عن العمل. تسلط هذه الأمثلة الضوء على كيف توقفت الأبواب الأوتوماتيكية عن كونها تفاصيل ثانوية، وأصبحت بدلاً من ذلك بنية تحتية أساسية لتشغيل المباني المعقدة.

من خلال الجمع بين الاتصال والوعي البيئي، ترسخ أنظمة الدخول نفسها كنوع جديد من التفاصيل المعمارية.. تعمل بصمت، ولكن بشكل حاسم، كجزء من البنية التحتية الخفية للمباني الذكية. بينما تلبي هذه التقنيات المتطلبات الفورية للكفاءة، فإنها تشير أيضًا إلى تحول ثقافي في كيفية فهمنا للعمارة، كشبكة متكاملة من الأنظمة التي تجعل المباني أكثر أمانًا وكفاءة وإنسانية. إذا كان الفكاهة في فيلم “Mon Oncle” تكمن في إظهار كيف شكلت الأبواب والأجهزة الحياة بطريقة كاريكاتورية، فإن نفس التصور اليوم يكتسب عمقًا، مذكّرًا إيانا بأن حتى أبسط عناصر العمارة يمكن أن تحمل الذكاء وتلعب دورًا مركزيًا في مستقبل المدن.
المصدر: archdaily