الأبينة الجاهزة – الرياض
البناء العصري لم يعد تقليديا يعتمد على الطوب والإسمنت والتنفيذ في موقع الإنشاء. وإنما أصبح أكثر عصرية وتطورا بما يسمح بأن يكون مواكبا لعصر التكنولوجيا والرقمنة الذي يهيمن حاليا على العالم.
وأساليب البناء الحديثة أصبحت مجالاً خصبًا ومهمًا للنمو الاقتصادي في المملكة، فالمجال الحديث نسبيًا، مازال يعد المستثمرين فيه بالكثير من الفرص والتطلعات لتحقيق الريادة في عالم المال والأعمال.
وتعدُّ الأساليب الحديثة عاملاً رئيسًا في خطة المملكة لمعالجة الفجوة في السكن، في ظل ما توفره من وقت في الإنشاءات وخفض لمستويات التكلفة ورفع لمعدلات الجودة. كما تُعد المملكة العربية السعودية أضخم سوق للمستثمرين الذين يرغبون في إنشاء أعمال. لذا، فإن قطاع الإسكان في المملكة يعمل على تحفيز المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين لتوطين صناعة هذه الأساليب في السعودية، كما يدعم المطورين العقاريين لجعلهم يتبنونها، بالإضافة إلى دعم مقاولي أساليب البناء الحديثة وتطوير قدراتهم.
أسواق واسعة
أساليب البناء الحديثة أحدثت تغييرًا كبيرًا وواضحًا في قطاع التشييد بالمملكة، وباعتبارها مركزًا مهمًا وقويًا في الشرق الأوسط، فإنها تلبي تطلعات المستثمرين فيها، وتدعم مواقفهم في السوق المحلية والإقليمية.
ويعد هذا القطاع بفرص لا حصر لها، إذ مازال في بداياته ويتزايد الطلب يوميًا على أساليب البناء، ومن شأن هذا أن يفتح شهية المستثمرين للحصول على هذه الفرص والدخول مبكرًا إلى هذه السوق ليصلوا إلى أهدافهم. فالأساليب الحديثة تمكنهم، بالإضافة إلى المطورين والمقاولين ومزودي أساليب البناء الحديثة، من الحصول على نتائج مجزية ومهمة في الاستثمار.
الطاقة الإنتاجية بالمملكة ارتفعت إلى 37 ألف وحدة سكنية لتلبية الطلب العالي على الوحدات السكنية عبر حلول تمويلية للمصانع في 2019، ونستهدف المزيد في 2020.
كما تعدُّ البيئة الاستثمارية محفزة لقطاع البناء والتشييد بوجود فرص واعدة وطلب متزايد على الإسكان.
أشكال عديدة من الدعم للمستثمر
ويعدُّ تقديم الاستثمار في صورة منح في حاضنات واستثمارات الأسهم ورأسمال مستثمر وقروض، أحد أشكال دعم المستثمرين في المملكة.
وتعتزم المملكة العربية السعودية، ممثلة في برنامج الإسكان، إنشاء 680 ألف وحدة سكنية بحلول العام 2023 على أن يكون 50 % منها منفذة باستخدام أساليب البناء الحديث.
ويجري دعم الفرص الاستثمارية عن طريق منح مزود الأساليب الحديثة التمويل المباشر، وتوفير قروض مباشرة بشروط وأحكام تفضيلية، وذلك من خلال أنواع متعددة من التمويلات.
كما يجري مساعدتهم في الربط بين الموردين والمقاولين ودعم الوصول إلى طلب المشاريع ضمن برامج الإسكان الحكومية.
وبالإضافة إلى ذلك، يُدعَم النشاط الاستثماري بتسهيل الحصول على التراخيص، والتأسيس، والوصول إلى الأراضي والمباني، وسلسلة القيمة المحلية.
وهنا نجد أن توطين المصانع الدولية المتخصصة الدولية وربطها بمستثمرين محليين في أساليب البناء الحديثة واستقطابها، هو هدف مهم للقائمين على الإسكان في المملكة.
استثمارات تنمو
عدد المصانع التي جرت الموافقة على تمويلها بلغ 22 مصنعًا بحجم تمويلات يتجاوز 1.3 مليار ريال، ويهدف هذا الحجم الكبير إلى استمرار مسيرة توطين أساليب البناء الحديثة في المملكة، والسعي إلى تسهيل رفع نسبة تملك المواطنين للمساكن، وفقا لـ»رؤية المملكة 2030».
والتوجه الحالي هو زيادة الطاقة الاستيعابية لوحدات أساليب البناء الحديث في السوق بالتوازي مع زيادة الطاقة الإنتاجية لمصانع هذه الأساليب من خلال تطوير هذه الصناعة وزيادة سرعة التنفيذ لرفع قدرة البناء السنوية، ويأتي خفض تكلفة البناء لضمان بناء وحدات سكنية جيدة وبتكلفة معقولة، ضمن الأولويات.
وإذا كان قطاع الإنشاءات يمثل جزءًا مهمًا من الناتج المحلي، ولكثرة المشاريع المخطط لها ونوعيتها والتوجه لاستخدام أساليب البناء الحديث في هذه المشاريع، فإن فرص العمل للشباب السعودي كبيرة ومستقبلها واعد.
الخطط المستقبلية تهدف إلى نشر استخدام أساليب البناء الحديثة في المجتمع السعودي وتحويله إلى الجيل الرابع للمساكن بدلاً من الجيل الأول الذي هيمن قرونًا عديدة.