خالد أحمد بارشيد
كنت قد كتبت مقالاً قبل حوالي شهرين بتاريخ 21/11/2024 في جريدتنا العزيزة “اليوم”، بعنوان “المكاتب العقارية”، وكنت قد ركزت على الذين أخذوا تراخيص للوساطة والتسويق العقاري من خلال الهيئة العامة للعقار “المعهد العقاري”، وخصوصًا من الشباب الذين لديهم مفاهيم مغلوطة وغير صحيحة مفادها بأن دور المكاتب العقارية قد انتهى وأصبح مهمشًا في السوق العقاري وذلك لكي يثبتوا وجودهم في السوق العقاري وهم لا يدرون بأنهم سوف يواجهون تحديات كبيرة، من أبرزها الفجوة بين المعرفة النظرية المكتسبة من المعهد العقاري وكذلك دوراته التدريبية للحصول على الرخصة، وبين التطبيق العملي لهذه المعرفة على أرض الواقع.
أخبار متعلقة
وأعتقد بأن مثل هذا التحدي لوجود المكاتب العقارية يضاف إليه ما يشهده قطاع العقارات عامة من تحولات جذرية بفعل التطور التكنولوجي وذلك بظهور منصات عقارية إلكترونية حديثة تقدم خدمات مماثلة بتكاليف أقل، حيث أصبح العملاء يعتمدون بشكل كبير ومتزايد على التكنولوجيا للبحث عن العقارات وتقييمها، مما يتطلب من مكاتب العقارات تطوير أدواتها التسويقية الرقمية، مما يجعل المنافسة أكثر شراسة وتنافس تخوضها المكاتب العقارية، ودخول الذكاء الاصطناعي إلى قطاع العقارات يهدد بوظائف بعض الوسطاء العقاريين ممن لديهم مكاتب عقارية، ويفرض عليهم تطوير مهارات جديدة تزيد من كفاءتهم، ولا ننسى التغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة مثل دخول مستثمرين جدد إلى السوق العقاري يزيد وينوع من العرض ويضغط على هوامش الربح، وكذلك تؤثر التقلبات الاقتصادية بشكل كبير على سوق العقارات، مما يؤدي إلى تقلب الطلب والعرض في السوق العقاري.
لذلك، يجب على أصحاب المكاتب العقارية مواجهة هذه التحديات بالاستثمار في التكنولوجيا من خلال أحدث التقنيات الحديثة مثل مواقع الويب المتطورة والتطبيقات الذكية وأنظمة إدارة علاقات العملاء وتطوير مهاراتهم في التسويق الالكتروني وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن للمكاتب العقارية التخصص فقط في قطاعات محددة مثل العقارات الفاخرة أو العقارات التجارية أو العقارات الاستثمارية أو العقارات السكنية، وكذلك عليهم التكيف والتأقلم بسرعة مع المتغيرات التي تحدث في السوق العقاري.
على الرغم من التحديات عالية والتي تضع المكاتب العقارية أمام تحديات جديدة تتطلب منها التكيف والابتكار من أجل البقاء والمنافسة في السوق العقاري، حيث أن هناك فرصًا كبيرة للنمو والتطور والتقدم. لذلك، من المتوقع أن تشهد صناعة العقارات تحولات جذريّة في السنوات القادمة، وستلعب التكنولوجيا دوراً هاماً وأساسيًا في تشكيل هذه التحولات من خلال الاستثمار فيها وتطوير مهارات الموظفين والتكيف مع المتغيرات التي تحدث في السوق العقاري والتي تخدم المكاتب العقارية.