رخص البناء للمشروعات العقارية، تصدر إلكترونيًا في مدينة جدة بعد تدشين عملية الربط من قبل مركز خدمات المطورين “إتمام” التابع لوزارة الإسكان بالشراكة مع أمانة محافظة جدة. مما يمثل مرحلة جديدة في النهوض بقطاع التطوير العقاري الذي يعدُّ ركيزة مهمة من ركائز الاقتصاد السعودي.
عملية الربط الإلكتروني تأتي بهدف تطوير بيئة الأعمال وتحسينها في قطاع التطوير العقاري، وتعزيز التكامل الخدمي مع القطاعات الحكومية. وستسمح الخطوة بتيسير المعاملات، وتحفز من زيادة الاستثمار في هذا القطاع.
ومن شأن هذا التطوير أن يحقق أهداف “رؤية 2030” لقطاع الإسكان، ويعمل على توفير المساهمة في زيادة المعروض من الوحدات السكنية وتلبية الحاجة للسكن بأسعار تنافسية، ومن خلال توفير مختلف الخدمات العقارية إلكترونيا وأتمتة إجراءاتها تحت سقف واحد، يربط المطور العقاري بعدة جهات من خلال منصة واحدة. سيتم رفع كفاءة الأداء للقطاع العقاري، حيث يعدُّ الربط الإلكتروني أحد التسهيلات التي تمثل التكامل بين الجهات الحكومية ذات العلاقة.
لذلك، فإن إشراك التقنية الرقمية في عملية الإنشاء وتسهيل الربط الإلكتروني، سيؤدي إلى اختصار العمليات والوقت المستغرق في تنفيذها وتقليل الحاجة للعنصر البشري؛ ما يجعل من عملية التراخيص أكثر سهولة وسرعة لتلبي الطلب المتزايد على إنشاء مشاريع جديدة.
عملية التحديث التي تدخل على قطاع البناء ليست وليدة اللحظة، وإنما هي نتاج جهد كبير للقائمين على الإسكان ليتوافق القطاع مع التطورات التي يشهدها العالم. فبعد اجتياح الإنترنت، دخلت غالبية الصناعات والقطاعات ثورة تحديث وتغيير ومنها قطاع البناء؛ إذ لم يعد المسكن هو ذلك البناء التقليدي الذي طالما ألفه أجدادنا وألفناه ونحن صغار، وهو المنزل الذي ينتمي للجيل الأول من البناء والمبني من الخرسانة والإسمنت. وتشهد تقنيات البناء حاليًا، مثلها كغالبية القطاعات الأخرى، ثورة كبيرة في التقنيات المستخدمة، فنحن الآن نعيش عصر طباعة المنازل باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد (3D) وتنفيذ المسكن خلال 48 ساعة بدلاً من استغراق شهور عديدة في تأسيسه ثم تشطيبه.
ومع “رؤية 2030” التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فإن قطاع البناء سيشهد عملية تغيير كبيرة تؤدي إلى إحداث فارق مميز يشعر به المواطن السعودي. فهناك فرص استثمارية واعدة غير مستغلة حتى الآن، ومن شأن الاستثمار فيها أن يوجد البيئة الحاضنة لقطاع العقارات في المملكة والشرق الأوسط، ويكون تصدير تقنية البناء أحد أركانه الرئيسة. فالقطاع كبير وضخم ولديه إمكانيات للنمو.