م. سلطان الحربي
بدأت “مبادرة تحفيز تقنيات البناء” برؤية واضحة، وهي “قیادة التحول في قطاع التشیید والبناء من خلال تمكین القطاع الخاص من جميع التقنیات المبتكرة لتوفير أفضل الحلول السكنیة لتلبية طموح الوطن والمواطن”. وهذه الرؤية لا تنقصها الشفافية في إيصال رسالة صريحة ومحفزة لمصانع أساليب البناء وللمستثمرين في هذا القطاع، مفادها أن هذا هو زمنكم ووقتكم المناسب للمساهمة الحقيقية في تحقيق طموحات القيادة الرشيدة بتوفير المسكن للمواطن في وقت قياسي وبجودة عالية.
وكما ذكرنا في مقال سابق، أن هناك دورًا للمكاتب الهندسية في تثقيف المجتمع بأساليب البناء، فإننا نؤكد أن الجزء الأكبر من مسؤولية تقديم هذا الدور التثقيفي يقع على مصانع أساليب البناء الحديثة التي يجب أن تعي جيدًا أن تغيير نظرة المجتمع لمنتجات أساليب البناء تبدأ من المصانع أولاً، حيث إن سوق بناء الوحدات السكنية يتجه نحو تقليل فترة انتظار تملك المواطنين دون التنازل عن عنصر الجودة الذي يطيل العمر الافتراضي للمساكن. وهذه المعادلة من الممكن الحصول عليها بجعل منتجات أساليب البناء متاحة للجميع، وعدم البقاء على المدرسة القديمة في تسويق منتجات هذه المصانع التي تعتمد فقط على المشاريع الكبيرة في القطاعين الحكومي والخاص وعلى مبدأ تكرار وحدات الإنتاج داخل المصنع، بل يجب أن تعمل هذه المصانع على الوصول للمستفيدين الأفراد أصحاب المبنى الواحد أو المباني قليلة العدد، وذلك عن طريق تصميم وإنتاج وحدات سكنية متكاملة حسب مختلف مصانع منتجات أساليب البناء الحديثة، وتكون ذات حلول معمارية مناسبة، وتلبي الاحتياجات السكنية لمختلف الفئات، وأيضًا بالإمكان عمل تصاميم نمطية موحدة لبعض أجزاء المبنى كل على حدة كالحوائط أو الأسقف، وأيضًا السلالم، وتكون بمقاسات مناسبة ومطابقة للمواصفات المعمارية والإنشائية التي يجري تصميمها في المكاتب الهندسية.
وبالرغم من اختلاف أنواع معدات التصنيع والإنتاج في كثير من مصانع أساليب البناء، فإن طريقة التصميم والتنفيذ تكاد تكون متقاربة مع وجود بعض التفاصيل الخاصة بكل مصنع. وهذا التقارب يسهل من عملية نشر ثقافة استخدام منتجات أساليب البناء المختلفة مباشرة من المصانع لجميع العاملين في قطاع البناء من المصممين والمنفذين، وكذلك الأفراد المستفيدون ببناء وحداتهم السكنية الخاصة. وأخيرًا، يبقى مبدأ الانتشار في جميع مناطق المملكة والقرب من كل المستفيدين، سواء بفتح فروع للمصانع الحالية، أو دخول مصانع جديدة ومستثمرين جدد في هذا المجال والاستفادة من جميع الأهداف الاستراتيجية لـ”مبادرة تحفيز أساليب البناء”.