مازلت أتطلع للوقت الذي تقوم التقنية بالكثير من الأشياء غير المعتادة، أن تأخذ نصيب العديد من الأشياء التقليدية، وتهدينا الوقت وتقلل التكاليف، بجودة عالية.
تقنيات البناء لم تعد شيئاً بعيد المنال في مجتمعنا، أو مخصوصاً بمشروعات كبرى أو مجمعات سكنية لجهات رسمية أو شركات عملاقة وحسب، فالاستمرار في عمليات التشييد وفقاً للنمط التقليدي المستخدم فيه الخرسانة والأسمنت أصبح ينسحب من تحته البساط شيئاً فشيئاً، هكذا أعتقد من خلال متابعتي المتواضعة، ولعل الخبراء يثبتون ذلك أو ينفونه.
أستطيع القول إنه في المملكة أصبحت تقنيات البناء ضرورة لمواكبة العصر الجديد وتحدياته، فالحاجة الماسة لتوفير السكن، تفرض البحث عن حلول وأساليب عصرية لتوفيره، كغيره من المنتجات التي تطور استخدامها وتكنولوجيا تقديمها ومفهومها أيضاً.
ومن الأشياء التي تعرفت عليها مؤخرًا، أن تقنية البناء ليست نمطاً واحداً، وإنما هي طريقة بناء تعتمد على تحويل معظم الجهد المبذول في عملية الإنشاء من موقع البناء إلى الإعداد الخاضع للإشراف في منشأة التصنيع، كما أنها عبارة عن مجموعة من التطبيقات أو العمليات، بحيث يتم تصنيع وتجميع معظم أو كل مكونات المبنى الرئيسية في موقع منفصل عن موقع البناء، ومن ثم التركيب والتثبيت في الموقع.
لقد حان الوقت لنشير إلى السعودية كواحدة من أهم دول الشرق الأوسط الرائدة في هذا المجال، حيث بدأت التحول في بناء المسكن ليكون ملائمًا لاحتياجات العصر الذي يعتمد التقنية ويقدم أفضل الحلول للدولة والمواطن ويعمل على إتاحة المسكن للجميع.
وبحسب الأبحاث، فإن تقنية البناء تحقق العديد من الفوائد مثل: رفع مستوى كفاءة المبنى وتطوير القدرة على التخطيط والإنتاجية بشكل أفضل، بالإضافة إلى خفض وقت التنفيذ وتقليل العيوب. وضبط كميات المواد المستخدمة في الإنشاءات وبالتالي تقليل الهدر، وتقليل احتمالية حدوث الحوادث في موقع الإنشاء.
أخيراً.. من الضروري أن تعمل الجهات ذات العلاقة بزيادة الوعي المجتمعي، للالتفات نحو هذه التقنيات، وهذه المسؤولية المشتركة أراها تقع على عاتق الجميع، وليست على جهة وحدها. المهم أن نؤمن بالتغيير. والسلام.
*المصدر: جريدة الرياض