جمال بنون
أحسنت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، بإطلاق “حملة اكتتاب جود الإسكان الخيري” والتي تستهدف تأمين مساكن للأسر الأشد احتياجا للمسكن.
هذه الخطوة الإنسانية من منظمة حكومية وتحديدا في هذا الشهر الفضيل المبارك، إنما تعكس أن مبادرات 2030 ليست على ورق ولا ديباجة نتحدث عنها في المؤتمرات والمحافل، بل هي عقيدة يجب أن نؤمن بها، وهي احد مسؤولياتنا الاجتماعية تجاه أشخاص وعوائل واسر غير قادرة على مواجهة ارتفاع الأسعار وعدم وجود دخل لهم، إما لمرض معيل الآسرة أو وفاته، أو لأي اسباب اخرى.
اليوم حينما تطلق وزارة الإسكان مبادرتها “جود الخيري” لجمع مليار ريال لتامين 3500 مسكن للأسر شديدة الحاجة، فهي تشرك المجتمع للمشاركة في هذا العمل الإنساني، والتكافل والتعاون من اجل توفير سكن يليق باسر طحنها الزمان واجبرهم لمواجهة الحياة الصعبة، وبالأمس شاهدنا كيف يتسابق أهل الخير والمحسنين من اجل المساهمة في هذا المشروع، ورفع من إقبال أهل الخير بعدما افتتح خادم الحرمين الشريفين شريط المساهمات بـ 100 مليون ريال وتبعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بـ 50 مليون ريال، وبلغ حجم المساهمات حتى يوم الجمعة الماضية الثاني من رمضان 430 مليون ريال وتم تغطية 43 في المائة من المساهمة.
ويتوقع أن تتمكن المساهمة من جمع مليار ريال من خلال 100 مليون سهم طرحت للاكتتاب الخيري، قيمة السهم عشر ريالات، والطريقة التي تم فيها طرح الأسهم، فهي تشبه الى حد كبير أسلوب طرح اسهم الاكتتابات، الفرق البسيط هو أن سوق الأسهم تخضع لعوائد مادية بينما اكتتاب جود الإسكان تخضع لعوائد خيرية مجتمعية.
بالتأكيد لدى وزارة الإسكان خطة في كيفية توزيع هذه المساكن على المحتاجين وأماكن تواجدهم والشروط والمعايير الخاصة، بالتعاون مع الجهات الحكومية والأهلية، ويتطلب من القائمة على الحملة تعريف المجتمع خاصة من ذوي الدخل المحدود في طريقة والية التقديم للاستفادة من المبادرة.
وطالما نتحدث عن أعمال الخير وخاصة الأسر الأشد احتياجا للمسكن، لا يخفى على الجميع كيف هو حال الصحفيون والعاملون في قطاع الإعلام وخاصة في القطاع الخاص، حيث يواجه هذا القطاع، متغيرات متسارعة منذ اكثر من عشر سنوات، خاصة مع ظهور مواقع التواصل، وتطور التقنية، وتراجع إيرادات هذه المؤسسات، مما انعكس على أعمالها في تقليص عدد العاملين، والبعض من هذه المؤسسات الإعلامية منهم باعت مقراتها أو أجرتها، واضطرت الكثير منها الى تسريح موظفيها، فضلا عن تأخر صرف مرتباتهم، وغادر نحو 60 في المائة من العاملين في قطاع الإعلام وظائفهم، ونظرا لانهم لا يعرفون مهنة أو وظيفة غير تلك التي تعلموها، لم يتمكنوا من العمل في جهات أخرى، والكثير منهم أحوالهم المادية والاجتماعية والأسرية لا تسر والكثير منهم أغرقتهم الديون، والمسؤولين في وزارة الإعلام وهيئة الإعلام المرئي والمسموع وهيئة الصحفيين السعوديين على دراية بحال العاملين في قطاع الإعلام، واعتقد أن مبادرة جود الإسكان الخيرية، هي فرصة لضم هؤلاء الصحفيين والإعلاميين والكتاب لقائمة الأشد احتياجا للمسكن نظرا لأوضاعهم المعيشية الصعبة.
هناك المئات من الصحفيين تمنعهم الحياء والخجل وتأخذهم الأنفة وعزة النفس من المجاهرة أو المطالبة، فمن الضروري مثل هؤلاء أن نأخذ بيدهم ونعينهم على الحياة. ونوفر لهم الحياة الكريمة، ليسوا فقط الصحفيين وإنما كل محتاج في هذا المجتمع عزيز النفس.. جود الخيري جاء في وقت “يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف”.
المصدر: المال