أبنية – متابعات
تناولت الكاتبة البريطانية كاترين جونز في تقرير حديث مستقبل الإنشاءات السعودية، معتبرة أن الرياض تقوم حاليًا ببناء بعض مشاريع البنية التحتية الأكثر تميزًا في العالم حيث تسعى لتقليل اعتمادها على تصدير النفط. وفقًا لما نشرته صحيفة مال.
اذ تستعد صناعة البناء في المملكة العربية السعودية، التي تقدر قيمتها بنحو 120.4 مليار دولار أمريكي في عام 2021، للتوسع بمتوسط معدل نمو سنوي متوقع يبلغ 4٪ أو أكثر خلال الثلاث سنوات المقبلة، وفقًا لتقرير صادر عن مجلة “جلف بيزنس”.
هذه الزيادة مدفوعة بالاستثمارات الكبيرة في مشاريع النقل والطاقة المتجددة والإسكان والسياحة، بما يتماشى مع برنامج الرؤية 2030 – وهي خطة الدولة لتقليل اعتمادها على النفط، وتنويع اقتصادها، وتطوير قطاعات الخدمات العامة. تلعب الإنشاءات دورًا محوريًا في هذه الإستراتيجية. مع أكثر من 5200 مشروع قيد التنفيذ بقيمة إجمالية تبلغ 819 مليار دولار أمريكي، تقف المملكة العربية السعودية في الطليعة فيما يتعلق بإنشاء المدن الضخمة.
المدينة الذكية:
يشهد قطاع البناء في المملكة العربية السعودية تحولًا ديناميكيًا مدفوعًا بالاتجاهات الناشئة والمبادرات الطموحة بحسب الكاتبة. أحد المشاريع البارزة مشروع ذا لاين، وهي مبادرة للمدينة الذكية أطلقتها نيوم في عام 2020.
وتشير الكاتبة الى ان المدينة المقترحة تعيد تعريف الحياة الحضرية والاستدامة. يمتد هذا التطور المستقبلي على مساحة إجمالية تبلغ 170 كيلومترًا ، وتشير تقارير إلى إنه تم تصميمها لإعطاء الأولوية للطبيعة ورفاهية الإنسان، وبها التزام بالطاقة المتجددة وأنظمة النقل المتقدمة. تم الإعلان في وقت سابق من هذا العام عن فوز مشروع مشترك بين المجموعة الإيطالية متعددة الجنسيات “وي بيلد” مع شركة “ساجكو” السعودية عقدًا بقيمة 1.4 مليار يورو لتصميم وبناء خط سكة حديد عالي السرعة لمنطقة نيوم.
جذب سياحي:
التخطيط الحضري هو جانب مهم آخر يكتسب الزخم في سوق البناء في المملكة العربية السعودية. من خلال تبني مفاهيم مثل البنية التحتية الخضراء، حيث أصبحت المدن أكثر مرونة في مواجهة التغيرات البيئية مع تعزيز قابلية العيش. أحد المشاريع التي تقود البناء الأخضر هو مشروع البحر الأحمر، وهو منتجع فاخر واسع النطاق من المقرر أن يصبح نقطة جذب سياحي رئيسية في الشرق الأوسط. يمتد المشروع على مساحة 30 ألف كيلومتر مربع، وسيضم أرخبيلًا طبيعيًا ومناظر طبيعية صحراوية وكنوزًا أثرية.
عند اكتماله، سيوفر 8000 غرفة فندقية جديدة وسيصبح أول منتجع متكامل وفاخر ومتعدد الاستخدامات في المنطقة. تعتبر الاستدامة هي محور التركيز الرئيسي، مع مبادرات مثل سياسات جديدة متعلقة بالتخلص من النفايات، وحياد الكربون، وحظر المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. ومن المقرر استكمال المشروع بحلول عام 2030 ومن المتوقع أن يجتذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
قطاع التوظيف:
من جانبها قالت غريس نجار، المدير الإقليمي لمعهد إدارة المشاريع لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن صناعة البناء ستلعب دورًا مهمًا في تحقيق أهداف رؤية 2030، وتوفير فرص عمل هائلة في المستقبل.
يجري حاليًا تنفيذ أكثر من 5200 مشروع في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، بقيمة إجمالية تبلغ 819 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل 35٪ من قيمة جميع المشاريع النشطة في دول مجلس التعاون الخليجي.
قالت نجار: “مع هذا العدد الهائل من المشاريع، سيكون هناك طلب كبير على المهنيين المهرة في صناعة الإنشاءات، بما في ذلك مديري المشاريع والمهندسين والمعماريين والعمالة الماهرة.
في ذات السياق، تقدر مجلة ميد، أن هناك 879 مليار دولار أمريكي من المشاريع المخطط لها مع 50 مليار دولار فقط تم منحها حتى الآن. وفقًا لتقرير صادر عن مجلس الأعمال الأمريكي السعودي، شهد قطاع البناء السعودي نموًا كبيرًا العام الماضي، مع عودة قيمة العقود الممنوحة إلى مستويات ما قبل الوباء.
ويكشف التقرير أن القيمة الإجمالية للعقود التي تمت ترسيتها في عام 2022 بلغت 192.4 مليار ريال (51.3 مليار دولار ). استحوذ القطاع العقاري على الحصة الأكبر من الإنفاق على البناء مع حصول نيوم على أعلى مستوى من الاستثمار. فيما كانت هناك زيادة بنسبة 35٪ في قيمة العقود التي منحت العام الماضي مقارنة بالعام السابق. كما يوضح التقرير أنه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، ارتفعت قيمة العقود التي تمت ترسيتها في المملكة العربية السعودية إلى 71.5 مليار ريال (19.1 مليار دولار) ، وهو ما يمثل 37٪ من إجمالي العقود الممنوحة لهذا العام.
وتظل السعودية تشكل مستقبلها من خلال الإنشاءات والمشاريع التحويلية مثل نيوم حيث تتطلع إلى تنويع مشهدها الاقتصادي. وتلعب مثل هذه المشاريع دورًا رئيسيًا في دفعها إلى المسرح العالمي، مع التاكيد أنه لا يوجد توقف في خط مشاريع البناء الطموحة.
