Home مقالات شاور نفسك

شاور نفسك

by admin
محمد اليامي
في معظم أنحاء العالم هناك مدرستان أو ثقافتان عندما يتعلق الأمر بتملك المسكن، الأولى وهي من عليها أغلب الناس، تعد تملك المسكن هدفا حياتيا رئيسا، خاصة إذا كان رب أو ربة أسرة، والثانية يرى أصحابها العيش بالإيجار وعدم الالتزام بموقع واحد وعدم رهن رواتبهم فترات طويلة، إضافة إلى عدم معرفتهم أين سيسكنون بعد التقاعد، وبعضهم يرى السكن في الإيجار واستثمار ما لديه من مال.

لن أقارن بين الفريقين، لكني سأتحدث عن حال الفئة الأولى ممن يترددون أو يسوفون رغم رغبتهم الشديدة في تملك المسكن ومعرفتهم يقينا أن هذا مريح نفسيا لهم حتى وإن أجهدهم ماليا، حالهم مع الظروف والمتغيرات الاقتصادية التي لا تبقى على حال.

كانت أسعار العقارات مرتفعة لكن أسعار الفائدة منخفضة جدا ومغرية، وظل البعض ينتظر انخفاض أسعار العقار، وحدث بعض الانخفاض في مواقع معينة أو على الأقل توقف الارتفاع واستقرت الأسعار، لكن أسعار الفائدة ارتفعت جدا فأصبح حدهم الائتماني لا يكفي لشراء المساكن أو الشقق التي يريدون.

قلت قبل أعوام وأقول اليوم: إن من يريد الشراء ويستطيع ماليا لجهة الدخل عليه أن يفعل ولا ينظر لنصائح من ظروفهم وأسلوب حياتهم يختلف عنه، لأن هؤلاء يقدمون أفكارا نظرية ربما تكون صحيحة في بعض الحالات لكن انتظارك وأنت من الفئة التي تؤيد تملك المسكن وترغب فيه بشدة سيضيع عليك مزيدا من الوقت والوقت يساوي المال فضلا عما يضيع عليك من استقرار أنت تؤمن أن المسكن يوفره لك ولعائلتك.

شاور نفسك وأفراد عائلتك قبل مشاورة الآخرين، أنت من يعرف حاجاتك الحالية والمستقبلية، وأنت من يقرر كيف سيكون مسار حياتك وعملك، وأنت في الأغلب من يعرف كيف ستكون تطورات دخلك والزيادة فيه خاصة إذا كانت تعمل لدى جهة تتمتع ببيئة عمل محترفة تقدم مسارات وظيفية واضحة دون مفاجآت أو محسوبيات تمكنك من التخطيط للمستقبل ومعرفة تأثير التمويل العقاري في حياتك وحياة من تعول.

في هذا الشأن أتمنى على وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان أو الصندوق العقاري إضافة إلى جهودهما الكبيرة في تحقيق وتجاوز مستهدفات الرؤية السعودية المتعلقة بالإسكان أن يدرسا طريقة تقدم من خلالها الاستشارات المجانية للمواطنين الراغبين في التملك عبر برامجهما ومنتجاتهما أو عبر جهات التمويل المختلفة، لأنهما الجهتان اللتان تعرفان حقيقة الوضع أكثر من غيرهما، وهما جهتان غير ربحيتان تهمهما مصلحة المواطن بالدرجة الأولى.

You may also like

اترك تعليقك :