تصميمات داخلية تدمج الرياضة والعادات الصحية عبر العمارة

Agustina Iñiguez

من التصميم الداخلي للمرافق الرياضية إلى مساحات العافية، تستمر العمارة المعاصرة في التجريب بإدماج استخدامات ومنشآت وماديات مختلفة تجعل من الممكن الوصول إلى جماهير أوسع، وتوليد تجارب مكانية جديدة، وتعزيز التنمية المتزامنة لأنشطة متنوعة. في حين تتطلب كل رياضة نوعها الخاص من العمارة، مثل تدريب التسلق على سبيل المثال، يسعى متخصصو العمارة والتصميم جاهدين لإنشاء أجواء يصبح فيها التمرين أكثر من مجرد تجربة جسدية، بل تجربة نفسية أيضًا، تربط العقل والجسد من خلال حالة من التجديد البدني والاسترخاء والتواصل الاجتماعي.

استكشافاً للتجربة النفسية للتمرين، تذكر أديل وينتريدج، المديرة المؤسسة لشركة Foolscap، أنه “هناك حالة نفسية يصل إليها المرء قبل التمرين وأثناءه وبعده. عند دخول صالة الألعاب الرياضية، لا تزال في وضعية الجمهور، وهي “الذات” التي تُقدم للعالم. هذه هي المرحلة التي يُبنى فيها هذا اللحظة.” على الرغم من أن دراسات مختلفة تظهر الآثار المفيدة للنشاط البدني، فمن المعروف أن ممارسته المنتظمة تزيد من الثقة بالنفس، والشعور بالرفاهية، وتحسن الأداء الفكري، إلى جانب فعاليته في علاج الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، والتوتر، أو القلق، من بين أمور أخرى.

منذ ملايين السنين وحتى الوقت الحاضر، كانت التغيرات في طرق وأنماط سكن الفضاء واضحة، مدفوعة بظهور عوامل اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية مختلفة أثرت على حياة الإنسان. يمثل النشاط البدني كعادة صحية، عندما يُمارس بمستويات مناسبة، فرصة لخلق بيئات تعزز العافية والتفاعل والتواصل، مساهماً بذلك في الصحة وتحسين نوعية الحياة.

منذ جائحة عام 2020، بدأت المساحات الداخلية في المنازل وأماكن العمل على حد سواء بالتكيف، حيث تم إدخال استراتيجيات إبداعية لتضمين مناطق ومعدات تعزز النشاط البدني وتوفر فرصًا متنوعة للحركة. في الواقع، يجمع مشروع “Muscles House” الذي صممه Impepinable Studio في أليكانتي بين مركز تدريب شخصي عام في الطابق الأرضي ومسكن خاص لعائلة شابة متنامية في الطابق العلوي.

في إطار التصميم الداخلي المعاصر، يفتح دمج الحانات و/أو المقاهي في صالات الألعاب الرياضية فرصًا لتعزيز ديناميكيات جديدة تكمل تجربة تدريب المستخدمين من خلال دمج استخدامات أخرى تدعم تطوير العادات الصحية. يمكن للمادية “اختيار المواد” لهذه التصميمات الداخلية أن تحدد تجربة مستخدميها من خلال خلق أجواء تولي اهتمامًا خاصًا للإضاءة، وتوليفة الأنسجة والمعدات، وتطبيق الأغطية أو المرايا، من بين عناصر أخرى.

مثلما يُنظر إلى البار المتراص “monolithic bar” في صالة Het Gym من تصميم “Kevin Veenhuizen Architects” على أنه قلب المكان، فإن منطقة الاستقبال والمقهى في استوديو Hardio لركوب الدراجات، من تصميم balbek bureau، تشكل أيضًا طابع المكان. في الحالة الأخيرة، يمثل Hardio استوديو ركوب دراجات معاصر متعدد الأوجه، يهدف إلى أن يكون أكثر من مجرد صالة رياضية، ليصبح مركزًا يجذب الأشخاص الذين يتشاركون نفس القيم وأنماط الحياة.

لا يتم تحديد جماليات التصميمات الداخلية للتدريب من خلال مجموعة متنوعة من الأنسجة والتشطيبات المادية فحسب، بل أيضًا من خلال استخدام الألوان التي تؤثر على تصورات المستخدمين وعواطفهم، من بين متغيرات أخرى. على سبيل المثال، يهدف صالة Vim & Vigor Gym من تصميم Rabih Geha Architects إلى إنشاء مساحة ترحيبية من خلال التركيز على “الشعور الجيد”، مع التركيز على البساطة والمواد الخام.

يهيمن اللون الأبيض والأزرق النعناعي على المساحة، والتي يتم تنظيمها حول ثلاث وظائف رئيسية.. بار الصحة، والمكاتب، ومنطقة الصالة الرياضية. يتميز الطابق الأرضي ببار عصير أبيض يعزز فكرة الرفاهية ونمط الحياة الصحي، مع مقاعد تمتد إلى التراس الخارجي، مما يدعو الناس للدخول. وفي الوقت نفسه، تشير الأبحاث حول اللون الأزرق النعناعي إلى أن هذا الظل يعزز الإنتاجية، ولهذا السبب تم طلاء طوابق القبو بهذا اللون جنبًا إلى جنب مع طبقات من الخطوط البيضاء المتقطعة المصممة لربط المساحة وتحديد مناطق التمرين الرئيسية ومسار الجري.
المصدر: archdaily