أبنية – خاص
كنا نقرأ ونسمع في الماضي عن أولئك الكبار العظام ذوي المال والنفوذ في قديم الزمان، من كانت لهم الموارد ينبوعًا مُتاحًا، حتَّى إنَّهم تباهوا بمعادنهم النفيسة وصارت دليلًا على الرخاء الاقتصادي في كثير من العصور. هذه المظاهر كانت على مرِّ التاريخ، وتعددت أسبابها في البناء بين الفخر وتعزيز المكانة والتعظيم.
في الوقت الحاضر، نرى مباني تتزين جدرانها وتُطلى أسسها بالذهب الخالص، مما يضفي شكلًا جماليًا يعكس براعة المصمم أو البنَّاء، ويظهر أسلوبًا ابتكاريًا يوحي بالرفاهية. على غرار برج الذهب، أو “Torre del Oro” في إشبيلية بإسبانيا، الذي كانت جدرانه مكسوة ببلاطات خزفية مطلية بالذهب، وكذلك قبة الصخرة في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان في القرن السادس الميلادي، تعكس هذه المباني المعاصرة الأصالة والفخامة والجمال.
دولسي جولدن هانوي
افتتح فيتنام أول فندق في العالم مطلي بالذهب عيار 24 في عام 2020، وهو “دولسي جولدن هانوي” الواقع على ضفة بحيرة “جيانغ فو” في العاصمة هانوي. يتميز الفندق بتغطية واجهته الخارجية بأوراق الذهب الحقيقي، وهو ما يجعله فريدًا على مستوى العالم. وتبلغ تكلفة الإقامة لليلة واحدة في أحد أجنحته الفاخرة 1000 دولار.
يشمل الفندق كثيرًا من التفاصيل الداخلية المغطاة بالذهب، مثل: اللوبي، والأثاث، والأحواض، والإكسسوارات. وقد بدأ العمل على بنائه قبل 11 عامًا، وكان الهدف إكماله قبل سباق الفورمولا 1 لعام 2020. يضم الفندق 25 طابقًا و400 غرفة، ولافت للأنظار بسبب بريقه الذهبي الذي يضيء تحت أشعة الشمس.
تعد تغطية الفندق بالذهب مهمة معقدة، وفقًا للشركة المطورة، حيث تم استخدام بلاط خاص مغطى بالذهب لتغطية الواجهة. فيتنام تحتضن أيضًا معالم أخرى مزينة بالذهب مثل برج “هوا بنه” الدولي في هانوي، وفندق “دانانغ الخليج الذهبي” الذي يتميز بأسقف حمام سباحة ذهبية.
مُتوَّج بـ60 كيلوجرامًا من الذهب.. قصر الشرق
بينما يسير أحد المارة أو المتنزهين على كورنيش جدة، يلفت انتباهه مبنى فخم بجوار فندق الهيلتون، وهو “قصر الشرق”، أول قصر فندقي من فئة السبع نجوم في المملكة. ينتمي هذا القصر إلى مجموعة Waldorf Astoria العالمية، ويعد مقصدًا للأثرياء نظرًا لفخامته وتصميمه المميز. يتألف القصر من تسعة طوابق وبشكله المثلث المصنوع من الجرانيت، بينما يغطي سقفه الفاخر 60 كيلوجرامًا من الذهب، مما يجعله من أفخم المباني على مستوى الخليج.
قصر الشرق هو تحفة عربية في قلب جدة، المدينة الثانية في المملكة، ويقدم تجربة إقامة فاخرة لنزلائه. يقع القصر على ساحل البحر الأحمر، مما يمنحه إطلالة رائعة، ويجمع بين موقعه القريب من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وبين قربه من أبرز معالم جدة السياحية، ليكون وجهة استثنائية لعشاق الرفاهية والترفيه.
القصر الفاخر في روسيا
تم بناء القصر الفاخر قبل 13 عامًا في منطقة إيركوتسك الروسية من قبل رجل الأعمال الروسي كاناغات رمضانوف، المعروف بمشاريعه في مراكز التسوق وشركات الأمن والصيدليات. صُمم القصر وفق الطرازين الباروكي والإمبراطوري، ليجسد الرفاهية حقًا. من الداخل، تمتاز ديكوراته باستخدام الغرانيت والرخام الفاخر، وقد زُينت بالذهب، كما زود القصر بثريات ضخمة وأرائك ملكية وكراسي بذراعين مصممة بدقة، إضافة إلى سجاد مزخرف يعكس الفخامة والرقي.
يمتد القصر على مساحة فدانين، ويغطي أكثر من 2000 متر مربع من المساحة، ويتألف من 5 غرف نوم مزودة بغرف تبديل ملابس وحمامات خاصة، مما يوفر راحة استثنائية. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي القصر على قبو واسع ومحطة كهرباء فرعية خاصة، ما يعزز من استقلاليته ورفاهيته، ويمنحه مكانة خاصة كأحد أبرز العقارات الفخمة في المنطقة.
المعبد الذهبي في الهند
المعبد الذهبي في مدينة أمريتسار، تلك المدينة التي يُقال عنها إنه لا يجوع فيها أحد، بولاية بنجاب الهندية، يُعد واحدًا من أبرز المعالم الدينية والثقافية في الهند، حيث يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم ومن جميع الأديان. كما يتميز بتصميمه المعماري الفريد والمذهل، حيث تغطيه طبقة من الذهب الخالص، مما يضفي عليه بريقًا لا مثيل له، ويعكس روح القداسة والجمال، وكذلك السخاء والكرم. المعبد يُعرف أيضًا باسم “هارمندير ساهيب” أو “دربار ساهيب”، وهو المركز الروحي والديني لأتباع الديانة السيخية. ويمثل المعبد رمزًا للتسامح الديني والتعايش، ويحتضن بداخله تراثًا عريقًا يعبر عن تاريخ وحضارة الهند.
ختامًا، تظل العمارة الثرية رمزًا للفخامة والأناقة، تعكس ازدهار أفكار المصممين في استغلال المعدن الأصفر النفيس لتشكيل أبنية تعبر عن الأصالة وتتناسب مع حضارة العصر الذي يعيشه الإنسان.