حمود أبو طالب
قبل أيام أدهشت حلقة في برنامج تلفزيوني عن التطور التقني والخدمات الإلكترونية في المملكة الكثير في الدول العربية وغيرها، وأذهلهم تقدم المملكة في بعض الخدمات على دول كبرى سبقتنا في التقنية، إنتاجاً وتطويراً وتصديراً، ونقول للذين فوجئوا هذه هي الحقيقة التي توضح الفرق بين دول انصرفت للعمل الدؤوب، وأخرى استهلكتها وعطلتها الشعارات الفارغة، ولدينا لكم اليوم مثالاً يستحق التنويه عنه.
كان الحصول على مسكن هماً كبيراً للمواطن، تكتنفه صعوبات وتعقيدات لا حصر لها، ويحتاج إلى سنوات طويلة من المراجعات، تبعث الإحباط واليأس. ولكن بالإرادة والتصميم أصبحت تلك قصة من الماضي ووصلنا إلى مرحلة حصولك على منزلك بضغط بضعة أزرار على جوالك أو حاسوبك. هذا ليس خيالاً بل واقع معاش الآن في المملكة، وهذه هي قصته.
في سلسلة الحلول المبتكرة التي نفذتها وزارة الإسكان (الشؤون البلدية والقروية والإسكان حالياً) أطلق برنامج سكني خلال الأيام الماضية منصة إلكترونية عبارة عن تطبيق مطور وموقع إلكتروني متكامل الخدمات، ينهي تملك المواطن للمسكن من الألف إلى الياء دون حاجة لمراجعة الوزارة أو أي فرع من فروع البنوك. كل ما على المواطن فعله هو التسجيل، الاختيار من بين المشاريع المتعددة المتنوعة، معاينة المواصفات والموقع من خلال الصور والخرائط التفاعلية، حجز الوحدة المختارة، ثم الانتقال لمرحلة المستشار العقاري الذي يقدم التوصية المناسبة بناءً على المعلومات المدخلة، ثم اختيار العرض التمويلي المناسب، وتنتهي العملية بتوقيع عقد التمويل مع سكني ومع البنك إلكترونياً. أي أن المنزل يأتيك بأسلوب «الدليفري» كأي طلب آخر، لكنه بضمان الدولة وإشرافها.
هذه الخدمة الإبداعية الجديدة تأتي ضمن حزمة خدمات «سكني» الذي يمثل منصة عقارية شاملة تتضمن خدمة التصاميم الهندسية، خدمة المقاولين، وخدمة الخرائط التفاعلية للمشاريع والمخططات، علماً بأن التطبيق يستعرض الآن أكثر من 350 ألف خيار سكني متنوع، جميعها مدعومة بأسعار أقل بنسبة 40% من أسعار السوق وبجودة مضمونة.
عندما قال عرّاب الرؤية الوطنية الأمير محمد بن سلمان إن الإسكان كان من أكثر القضايا تعقيداً واليوم أصبح قصة نجاح غير مسبوقة بحلول مبتكرة وخدمات أفضل وأسعار أقل، فإنما هو يتحدث عن الواقع بلا مبالغة.. هنا في المملكة نحن في زمن «المنزل الدليفري» يا سادة.