أساليب البناء الحديثة هي التطور العصري للمسكن الحديث والمبنى الذي نسعى أن نكيفه مع متطلباتنا. هذا الانتقال السريع والنمو المطرد في الابتكارات المتعلقة بالمجال، عليها أن تواكب أيضًا حركة نمو كبيرة في رأس المال البشري ليكون قادرًا على التعامل معها وتنفيذها وتحقيق التغيير المنشود.

والتوجه الحالي في المملكة العربية السعودية، هو إفساح المجال أمام هذه الأساليب لتحل محل البناء التقليدي، الذي كان عليه أن يستجيب لهذه الثورة ويتطور ذاتيًا، أو بدافع من الخارج ليواكب التغيير الحادث ويلاحقه، فلم يعد المنزل التقليدي الذي سيطر على الواقع مئات السنين والمكون من الطوب والإسمنت والخرسانة المسلحة، هو الذي يلبي الطموح وهو الحل الأمثل لإشكالية السكن في هذا العصر. ولأن الانتظار عند بناء مسكن جديد قد يمتد عامين وأكثر ويستهلك جهدًا ومالاً، كان يجب أن تخرج حلول أخرى لتغيير هذا الوضع، ومن هنا فإن أساليب البناء الحديثة كانت الحل الأنسب.

وأساليب البناء لها العديد من الفوائد، منها: رفع مستوى كفاءة المبنى، وتطوير القدرة على التخطيط والإنتاجية بشكل أفضل، بالإضافة إلى خفض وقت التنفيذ وتقليل العيوب. كما تؤدي إلى تقليل المواد المستخدمة في الإنشاءات، ومن ثَمَّ تقليل الهدر، وتحقيق كفاءة عالية في استخدام الموارد، وصديق للبيئة، وتقليل احتمالية حدوث الحوادث في موقع الإنشاء.

والرؤية المرسومة لعالم أساليب البناء تتمثل في بناء شراكات متعددة وأدوار كثيرة لتكون عنصرًا مهمًا وفعالاً في عملية التحول التي تسير نحوها المملكة بما يتوافق مع “رؤية 2030″ التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى أن يكون المسكن حقًا أساسيًا للمواطن ويتوفر بأفضل المميزات.

الاستثمار في رأس المال البشري هو أحد أهم المحاور التي تستهدف هذا التحول. ويأتي التدريب في المقام الأول، حيث يجري من خلال الورش والمحاكاة الطبيعية لعمليات البناء وفقًا للأساليب الحديثة، ويستهدف تهيئة الكوادر الفنية والمتخصصين لفهم أساليب البناء وأهدافها والعمل على تغيير الصورة الذهنية بما يجعلها تنتشر وتكون أسلوبًا حديثًا للبناء في المجتمع، وهو ما سيعزز من الوصول لأهدافها وينمو بهذا القطاع الواعد الذي سيغير شكل البناء في السعودية والمنطقة.

الاعتماد على أساليب البناء الحديثة يساهم في خلق فرص وظيفية بسبب تحول معظم أعمال البناء الى بيئة صناعية تلائم المواطنين الذين كانو يجدون صعوبة كبيرة في التأقلم مع بيئة البناء بالطرق التقليدية

ولا يقتصر ذلك على المصانع مزودة هذه الأساليب بل يمتد الى توفير الوظائف في شركات المقاولات وشركات التطوير العقاري

ومن الامثلة على ذلك مشروع ” الورود” بمدينة الطائف والذي يعد إضافة كبيرة ومهمة لقطاع البناء السعودي، حيث يضم 4775 وحدة سكنية بأساليب البناء الحديثة بنماذج ومساحات متنوعة. ونفذت الوحدات التي ضمها بتقنیة القوالب النفقية.

وأساليب البناء من القطاعات الآخذة في النمو وتشهد جذبًا كبيرًا للعاملين من متخصصين وفنيين ومستثمرين. وهي بهذا توفر فرص عمل كثيرة للسعوديين، يساهم التدريب والإعداد في صقل مهاراتهم وإمكانياتهم.

ويستهدف توفير نحو 7 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ضمن قطاع التشييد، بالإضافة إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للمصانع، والمساهمة في زيادة سرعة التنفيذ لرفع قدرة البناء السنوية بحيث تنخفض المدة الزمنية اللازمة لتسليم الوحدة السكنية إلى أقل من 90 يومًا.

ومن المشاريع الكبيرة التي وفرت الكثير من فرص العمل في مجال أساليب البناء الحديثة، مشروع مدينة الورود بالطائف، ومشروع العيينة “بيتنا بكيفنا” بالرياض، ومشروع الواجهة بالدمام، وفيلل البيرق المبرز بالأحساء.

وتشهد المملكة حاليًا العديد من الورش التدريبية والندوات التعريفية بعالم أساليب البناء، حيث تشهد تفاعلاً يساهم في فهم هذا المجال والعمل على نشر هذه الأساليب؛ وهو ما يساعد في رفد الاقتصاد الوطني بعوامل قوة كثيرة أهمها العنصر البشري.