أبنية – متابعات
لم تركن السيدة فوزية العتيبي للبطالة، واستطاعت أن تقتحم مجالاً كان حكراً على الرجال بعد مشوار من التنقل بين المهن ومؤسسات القطاع الخاص حتى أصبحت أول سعودية تعمل في مجال العزل المائي والحراري للمباني، وهو المجال الجديد على نواعم الكفين؛ لكنها استطاعت أن تحجز لها مقعداً جديراً بها.
وأصبحت “العتيبي” بحسب ما أوردته صحيفة سبق الإلكترونية مديرة لحسابات كبار العملاء في إحدى الشركات الوطنية الكبرى والعريقة في هذا المجال بعد أن تقدمت لها تريد العمل في أي مكان ترى أنه جديد، ولربما أصبح مهنة المستقبل فيما بعد، ولحسن حظها وجدت من توّج هذا الشغف بالدعم المعنوي والمادي الكامل وإخضاعها لدوراتٍ متخصصة في هذا المجال داخل المملكة وخارجها وهذا ماقادها لموقع وظيفي رفيع.
حصلت على المزايا لتفانيها في العمل وأصبحت مع مرور الوقت تنشر الوعي بأهمية العزل بالمنازل وخطورة التهاون في تنفيذه خاصة مع انتشار معاناة البناء المغشوش وكثرة تسربات مياه الأسطح والخزانات الذي يُؤثر على تماسك بُنية المنزل، وأصبحت تقدم الاستشارات في هذا المجال؛ حيث تقول “العتيبي”: هذا لم يحصل إلا بفضلٍ من الله وبمشروع سمو ولي العهد لتمكين المرأة لتحقيق أحلامها وتبني طموحها مهما بلغت غرابتها على البعض، وتأهيلهن ليصبحن قادرات على المشاركة في التنمية والصناعة”.
وروت “فوزية” قصة حبها لهذا العمل بالقول: “أنا شخصية محبة للعمل والمثابرة، وفي بداية حياتي لم أستطع إكمال تعليمي الدراسي لكني في ذات الوقت لم أقنط أو أنزعج، وعملت في أكثر من مجال بداية من الإعلام الذي أحبه حتى اليوم (وما زالت كتابة رأي في بعض الصحف)، وفي يومٍ تقدمت لهذه الشركة للعمل ثم قُبلت للعمل في أحد تخصصاته، لكن بعد شهرين فقط كانت النقلة النوعية في مشواري المهني لهذا المجال، ورشحوني للعمل في مجال العزل المائي والحراري لما لمسوه من جدية وسمات شخصية تناسب هذا المكان”.
وأضافت: “بعد أن أتممت عام من العمل رُشحت لمسمى مدير حسابات كبار العملاء في العزل، وهذا منحني الثقة للانطلاقة ومضاعفة المجهود، والحمد لله استطعت أن أعالج بعض الإشكاليات التي يتعرض لها الزبائن ومنحتني الشركة القوة والدعم وتبحرت في هذا المجال وأدركت أهميته خاصة في حماية المبنى من التسربات والتشققات والانهيارات لا قدر الله، كما ساهمت مع فريق التسويق في العمل في رفع مستوى الوعي بالعزل من خلال حسابات الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي ، فاليوم كثر الغش في المباني والمواطن يبحث عن مسكن فلا يمكن أن يضع مال عمره ودمه في مبنى عزله ضعيف أو مغشوش”.
واختتمت: “للعزل ضرورة لا يمكن تصديقها ومن عمل في هذا المجال يدرك أهميته وأفخر بأني أول سيدة في المملكة تعمل في هذا المجال الذي أحببته رغم استغراب البعض من كوني سيدة وتعمل في العزل، وأنصح كل النساء عدم الاستسلام في البحث عن الوظيفة والخوف، فأول خطوات الفشل هو الاستسلام واليوم أغلب المجالات مفتوحة أمام النساء الطموحات ونظرة القيادة ودعم النساء لا يتوقف، فاليوم خطونا خطوات عظيمة في دعم السعوديات”.