الأبنية الجاهزة – خاص
وفقًا لأحدث نتائج مؤشر البناء التجاري، وهو مؤشر يرصد الاتجاهات الجديدة في بناء المشاريع التجارية، ازداد الطلب على وحدات البناء الجاهزة. ويتوقع المقاولون استمرار الزيادة في الطلب على هذا التوجه في صناعة تقنية البناء.
تستخدم أنماط البناء الجاهزة وحدات سبق تجميعها وصناعتها في المصانع، ثم تشحن إلى مواقع البناء لتركيبها. وتوافق هذه الوحدات نفس المعايير وتستخدم نفس المواد التي تُستخدم في البناء التقليدي، إلا أن وجهات نظو أخرى تقول إن الوحدات الجاهزة تقدم مزايا إضافية أخرى.
وكما جاء في الشبكة الوطنية لمستثمري العقار، تضاعفت صناعة تقنية البناء في الحجم لتبلغ قيمتها 8 مليارات دولار أمريكي على مدار الأعوام الخمسة الماضية. فلماذا زاد الإقبال عليها؟ أثبتت الدراسات السابقة أن زيادة معدلات الإنتاجية وانخفاض التكلفة، هي الدافع وراء اهتمام المقاولين بتقنية البناء. وحاليًا، ومع استمرار زيادة تكلفة مواد البناء حول العالم، أصبح التوفير في هذه المواد أكثر أهمية من أي وقت آخر. ولكن هذا ليس السبب الوحيد، حيث وجدت دراسة مؤشر البناء التجاري أن أكثر من 70% من المقاولين الذين شملتهم الدراسة أكدوا وجود ثماني مزايا لوحدات البناء الجاهزة، وهي: زيادة الكفاءة، والإنتاجية، والسلامة، والجودة، والحد من المخاطر، والتكلفة، والمواد المهدرة، والوقت المستغرق في البناء، وهو ما يعدُّ ميزة شديدة الأهمية بالنسبة للمباني التي تدر الربح والتي يسعى مالكوها من سرعة البدء لجمع ايرادات الإيجارات في وقت اسرع.
وترتبط هذه المزايا بعضها ببعض، ولكن التقرير يعد بالكثير في هذا المجال الصناعي. كما يتوقع أيضًا معهد وحدات البناء الجاهزة الغير ربحي، زيادة حجم هذا المجال الصناعي على مدار السنوات القليلة المقبلة. ولكن لا يقتصر الأمر على المزايا المذكورة آنفًا. فمن بين الأسباب الأخرى التي تقود هذا التغيير، على سبيل المثال، فقدان العمالة الماهرة، وهو ما يدفع هذه الصناعة أكثر نحو التحول الصناعي والأتمتة.
وتبشر مثل هذه التقارير بمستقبل هذه الصناعة التي واجهت بعض الصعوبات خلال مراحلها الأولى منذ عدة سنوات مضت. ومن اشهر القصص التي واجهت صعوبات المبنى الواقع في “شارع دين 461 في بروكلينز باسفيك بارك” الذي تعرض لانتكاسات شملت أعطالاً في التصنيع، ونزاعات، وتأخير أدى في النهاية إلى زيادة فترة البناء التي استغرقت أربع سنوات. وقد عُرف عن هذا المبنى في ذلك الحين أنه صاحب أطول فترة بناء مقارنة بأي برج في حجمه في تاريخ المدينة. ومن ثَمَّ، لم تستكمل باقي الخطط لإنشاء أبنية جاهزة في “باسفيك بارك”، ولكن بعد استكمال المشروع أصبح المبنى الآن نموذجًا للإمكانات التي يمكن أن توفرها وحدات البناء الجاهزة، وكذلك الصعوبات التي قد تواجهها.
ولم تتعرض باقي القصص إلى نفس المشاكل، مثل: فندق “سيتيزن إم” المكون من واحد وعشرين طابقًا في نيويورك، ويعدُّ أطول مبنى مكون من وحدات جاهزة في الولايات المتحدة؛ حيث يتكون الفندق من 210 وحدات بناء جاهزة، كل وحدة تمثل غرفتين في الفندق. وتعتبر الوحدات السكنية، والفنادق، والمستشفيات التي تعتمد على تكرار الغرف والمساحات، هي أكثر المرافق استفادة من وحدات البناء الجاهزة وتساهم بدورها في نمو هذا المجال الصناعي الجديد.
والسؤال الآن: ما الذي يمكن أن يعطل نمو قطاع صناعة وحدات البناء الجاهزة؟ ربمَّا زيادة التكاليف وصعوبة تأمين القروض. فمع تحسن تقنيات الصناعة، فإن التوفير المادي المرتقب من هذا التوجه في الصناعة لم يتأتَ بعد.
ولكن هذا الوضع سيتغير مع زيادة الطلب على هذا القطاع الصناعي، وزيادة المصانع التي تنتج هذه الوحدات الجاهزة، بالإضافة إلى نمو حجم الشراكات بين المعماريين والمصنعين والمقاولين وانخفاض تكاليف الشحن. فما هو آخر عائق؟ إنه نقص الوعي. فأكثر من 70% من المقاولين يقولون إن السبب في عدم استخدام وحدات البناء الجاهزة، هو جهل العملاء بها وعدم استخدام المعماريين لها في تصميماتهم.