أبينة – متابعات
سجّل قطاعا المكاتب والضيافة في السعودية نموًا قياسيًا خلال عام 2024، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة نايت فرانك العقارية، وذلك في ظل استمرار زخم الاستثمار المحلي والدولي، ونجاح المبادرات الحكومية في تحفيز بيئة الأعمال وجذب الزوار الدوليين.
وأشار التقرير إلى أن إيجارات المكاتب من الفئة “أ” في العاصمة الرياض ارتفعت بنسبة 23% خلال الـ12 شهرًا المنتهية في مارس 2025، لتصل إلى 2,700 ريال للمتر المربع، وهو أعلى مستوى يُسجل حتى الآن، مدعومة بمعدلات إشغال قياسية بلغت 98%. كما ارتفعت إيجارات المكاتب من الفئة “ب” بنسبة 24% مع تسجيل إشغال عند 97% وفقًا لما نشرته العربية.
وأرجع التقرير هذا النمو إلى الطلب المتزايد من الشركات الأجنبية، خاصة في ظل برنامج “المقر الإقليمي”، الذي استقطب نحو 600 شركة دولية حتى فبراير 2025، إضافة إلى حزمة الحوافز الحكومية التي تشمل إعفاءات ضريبية تمتد حتى 30 عامًا.
ورغم هذا النمو القوي، توقع التقرير حدوث بعض التوازن في العرض والطلب خلال العامين المقبلين مع اقتراب الانتهاء من 2.7 مليون متر مربع من المساحات المكتبية الجديدة.
وفي مدينة جدة، ارتفعت إيجارات المكاتب من الفئة “أ” بنسبة 4%، والفئة “ب” بنسبة 6%، مع معدل إشغال بلغ 95%، وسط توسّع شركات كبرى مثل إعمار ومجموعة النهلة، واستمرار تطوير مشاريع رئيسية مثل “بوابة جدة” و”جدة روز”، المتوقع أن تضيف ما يقارب 255 ألف متر مربع من المساحات المكتبية الجديدة بحلول 2028.
وفي قطاع الضيافة، سجلت السعودية رقماً قياسياً بلغ 30 مليون زائر دولي في عام 2024، مدفوعة بنمو السياحة الدينية والتوسع في البنية التحتية الفندقية. وتطمح المملكة إلى جذب 70 مليون زائر دولي سنويًا بحلول 2030.
وسجلت مكة المكرمة زيادة سنوية بنسبة 35.7% في العائد لكل غرفة فندقية متاحة، لتصل إلى 673 ريالاً، في حين ارتفع متوسط السعر اليومي بنسبة 12.3%. وشهدت المدينة المنورة أعلى عائد يومي في السعودية عند 891 ريالاً، بزيادة 11.8% على أساس سنوي.
ومن المتوقع أن تشهد مكة والمدينة توسعاً كبيراً في الطاقة الفندقية، حيث يجري العمل على إضافة أكثر من 10 آلاف غرفة فندقية جديدة بحلول 2027، مدعومة بمشاريع استراتيجية مثل “رواء الحرم” و”رؤى المدينة”.
وسلط التقرير الضوء أيضاً على صعود السعودية كمركز إقليمي رائد لمراكز البيانات، حيث من المتوقع نمو السوق من 1.78 مليار دولار في 2023 إلى 3.2 مليار دولار في 2029، مع تضاعف السعة من 300 إلى أكثر من 1000 ميغاواط بحلول 2030.
وقد أطلقت شركات عالمية كبرى مثل “مايكروسوفت”، “أمازون ويب سيرفيسز”، “غوغل”، و”أوراكل” عملياتها أو أعلنت عن توسعات في السعودية، بينما خصصت “أمازون” وحدها 5.3 مليار دولار للتوسّع في المدن الكبرى. كما تعزز شركات صينية مثل علي بابا وهواوي حضورها في السوق السعودي.
وأكد التقرير أن السعودية تشهد تحولات اقتصادية كبرى على مختلف المستويات، مدفوعة بالتحول الرقمي، وتنويع الاقتصاد، وزيادة الاستثمارات الدولية، ما يجعلها في موقع ريادي عالمي في قطاعات متعددة، من بينها المكاتب، الضيافة، والتكنولوجيا.
المصدر: