Home مقالات برامج الإسكان وتشجيع الأسر الشابة

برامج الإسكان وتشجيع الأسر الشابة

by admin

في تقرير حديث لشريحة المستفيدين من برنامج سكني، نشر في صحيفة “الاقتصادية”، أن “70 في المائة من مستفيدي برنامج سكني منذ بداية عام 2017 حتى نهاية عام 2020، ضمن الفئة العمرية بين 25 و44 عاما، بمتوسط 34 عاما، فيما استحوذت هذه الفئة على بقية الخيارات والحلول السكنية الأخرى التي يتيحها البرنامج، مثل شراء الوحدات تحت الإنشاء والبناء الذاتي. وأشارت إحصائية برنامج سكني إلى أن إجمالي المستفيدين من الحلول المتنوعة ضمن سكني تجاوز مليون و100 ألف مستفيد، منهم 400 ألف استفادوا من شراء الوحدات السكنية الجاهزة وسكنوا فعليا في منازلهم خلال الأعوام الثلاثة الماضية، من بينهم 114 ألف تراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما، و167 ألف بين 35 و44 عاما”.

هذا التطور في برنامج سكني، أدى إلى إقناع الشباب بأن يكون تملك السكن له أهمية كبيرة لهم وإعادة لترتيب الأولوياتهم، حيث يمثل أمر السكن أولوية قبل أمور أخرى أقل أهمية بالتأكيد، وهو ما يجعل هذا الشباب أكثر وعيا فيما يتعلق بأولوية الإنفاق، خصوصا مع ما تشهده الحياة من متغيرات ومغريات تجعل البعض أمام خيار صعب فيما يتعلق بأولوية الإنفاق، كما أن هذا الاختيار يوضح كيف يمكن من خلال التمويل أن الأسرة السعودية تدفع فعليا لشراء المنزل ما يعادل ما تدفعه كأجرة للسكن، كما أنه مؤشر إلى تحسن في جانب الخيارات التي تقدمها الشركات المطورة للعقارات، حيث يمكن أن تقدم خيارات تناسب احتياجات المستفيدين من برنامج سكني، إضافة إلى أن هذه الخيارات تكون بأسعار تناسب ميزانية الأسر في المملكة، ومن هنا تبدأ الأسرة الطريق الصحيح، حيث تشعر بشيء من الأمان المالي والاستقرار في السكن، من خلال الاستفادة مما يقدمه برنامج سكني، وهذا يعزز استقرارها في المملكة.

القطاع العقاري شهد نموا رغم الأزمة التي مر بها العالم في الفترة الماضية بسبب أزمة وباء كورونا، ولعل أحد أهم هذه الأسباب، إضافة إلى الدعم الحكومي الذي وصل إلى جميع القطاعات، أن قطاع الإسكان دعم هذا النمو بشكل كبير، والقطاع العقاري خصوصا، من خلال تطوير كثير من الأنشطة بشكل مباشر وغير مباشر، وهو ما جعل الاقتصاد في المملكة أكثر حيوية. وبرنامج سكني بتنوع خياراته دعم كثيرا هذا القطاع ووفر مجموعة من الخيارات التي تناسب شرائح متعددة من المواطنين.

دائما ما يتطلع المواطن إلى وجود مشاريع مميزة، خصوصا مع الدعم الكبير لقطاع الإسكان، حيث يتم إنشاء مدن سكنية تتميز بتكامل جميع ما تحتاج إليه الأسر، سواء التعليم والعلاج والخدمات والأسواق والحدائق والممرات التي تشجع على الأنشطة الرياضية وتسهل الوصول إلى الخدمات من قبل جميع الساكنين، إضافة إلى أماكن الترفيه لجميع أفراد الأسرة، حيث تجعل مثل هذه المشاريع الأسرة تكتفي بمساحات خاصة صغيرة، في حين أنها تشترك مع بقية الساكنين في تلك المجمعات في الخدمات الأخرى، مثل أماكن الترفيه وغيرها، وهذا من خلال المنازل الحالية التي تحتوي على مساحات لتوفر للساكن فيها فضاء خارجيا واسعا، وأماكن للضيافة لا تستخدم إلا نادرا، رغم أن تكلفتها أعلى بكثير من المساحات التي يستغلها الساكن بشكل يومي. فإعادة ترتيب المساحات يمكن الأسر من الاستغلال الأمثل للمساحات السكنية، حيث تقتصر خيارات الأسر على الوحدات السكنية الصغيرة التي تشتمل على احتياجاتها التي تستغلها بشكل يومي، في حين المساحات التي لا تستغل غالبا تتم مشاركتها مع بقية الساكنين، ما يعزز من العلاقات الاجتماعية بين الجيران، وهو ما يتسق مع ثقافتنا التي تهتم بالروابط بين الجيران، كما أن ذلك يمكن أن يعزز التوظيف الأمثل للموارد ولاستغلال المساحات بشكل مميز وتحقيق متعة وأمان أكبر للساكنين، إضافة إلى تكلفة أقل في مقابل توفير للخدمات بصورة أكبر، ومن المتوقع أن المشاريع الجديدة ستضع هذا الخيار في حساباتها، خصوصا مع استدامة الدعم للمشاريع السكنية وتمويلها.

الخلاصة، إن انخفاض أعمار المستفيدين من برنامج سكني له عديد من المؤشرات الإيجابية التي تتضمن وعيا كبيرا من شريحة الأسر الشابة بأهمية تملك السكن في مرحلة مبكرة، كما يؤسس لحالة من الاستقرار التي ستعيشها الأسر، ومن المهم في هذه المرحلة، خصوصا مع الدعم الحكومي واستدامته في هذا القطاع ووعي الأسر بأهمية التملك، العمل على إيجاد مدن سكنية تتوافر فيها الاحتياجات العامة التي تجعل الأسرة تستمتع فيها بالإقامة بمساحات سكنية مناسبة لاحتياجاتها اليومية مع مشاركة سكان الحي فيما يتعلق بالمساحات التي لا تحتاج إليها الأسرة بشكل يومي، مثل المساحات التي يمكن أن يستفاد منها في الاستجمام والرياضة والترفيه والضيافة.

You may also like

اترك تعليقك :

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?