أبنية – متابعات
فيما توجت السعودية بالترتيب الثاني على مستوى العالم في الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي، بعد أن كشف استطلاع للرأي ارتفاع معدل ثقة المواطنين السعوديين بالتعامل مع منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي في المملكة، وفقًا لتقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي الصادر عن جامعة ستانفورد الأمريكية خلال شهر أبريل الجاري، أكد باحث سعودي في استخدامات الذكاء الصناعي في العمارة، أن جزء كبير من الوظائف الروتينية، وغير المشتملة على التفكير الإبداعي، كحساب الكميات، والرسم، والإخراج المعماري، سوف تستبدل بالذكاء الصناعي في أقل من 5 أعوام, وفقًا لما نشرته صحيفة الوطن السعودية.
تضاهي رسوم الفنانين
أشار الباحث في استخدامات الذكاء الصناعي في العمارة المهندس المعماري علي العباد، أن برنامج الذكاء الصناعي العام (ChatGPT) المتصدر على مستوى العالم، يعتبر هو البرنامج القادر على التعلم، والحوار، والإنتاج المكتوب، ويمكن استخدامه من المعماريين والمصممين في كتابة المواصفات، والمقاييس، والسرد الوصفي، والتحليلي للمباني، مبينًا أن برامج الذكاء الصناعي المنتج أو الابداعي (Generative AI)، هي الأكثر استخداما من المعماريين بسبب قدرتها على الإنتاج المصور أو المجسم، ومن أشهرها برنامج (MidJourny) القادر على تحويل الصف المكتوب إلى صور خلاقة، وإبداعية تضاهي رسوم الفنانين، وتجسد أفكارًا غير مسبوقة.
مجسمات ثلاثية
قال: توجد برامج وليدة وتحت التجربة لها القدرة على تحويل الوصف المكتوب إلى مجسمات ثلاثية الأبعاد بتقنيات السحابة النقطية ثلاثية الأبعاد (3D Point Clouds) والتي يتوقع قدرتها في المستقبل على تجسيد مباني متكاملة بتفاصيلها، وأخيرًا هناك بعض البرمجيات ذات الذكاء الصناعي المحدود (Narrow AI) والتي يمكن إلحاقها ببرنامج الرسم والتجسيد الهندسي (REVIT)، ولها قدرات محددة على مساعدة المصممين على الإظهار بسرعة وجودة تقترب من الصور الحقيقية مثل برنامج (Veras) أو برنامج (PlanFinder) القادر على إنتاج خيارات متعددة للمساقط الافقية بشكل أوتوماتيكي.
تتزايد بشكل أسي
أضاف أن أبرز انعكاسات للذكاء الصناعي على مستقبل ممارسة العمارة، أن الذكاء الصناعي سيغير وجه الأعمال بشكل عام بصورة تفوق التغير الذي حصل بعد الثورة الصناعية، ويصعب التنبؤ بقدرات الذكاء الصناعي التي تتزايد بشكل أُسي، كما يبدو واضحًا عدم وجود حصانة للمجالات الإبداعية منها العمارة والتصميم، وأن أثر الذكاء الصناعي على ممارسة العمارة، من خلال جانبين، هما: الأول هو الأعمال التي سيتمكن الذكاء الصناعي من إنجازها بشكل يتفوق فيه على المعماري، وهي كل عمل محدد وضيق وله محددات فنية، وعلى رأس هذه الأعمال كتابة المواصفات الفنية والعقود والتسعيرات، وأيضًا بعض الجوانب المتعلقة بالرسم الهندسي التفصيلي والإظهار المعماري، ومن الممكن أن تصل قدرات الذكاء الصناعي في السنوات القليلة القادمة على إنتاج بعض المباني البسيطة كالشقق السكنية بشكل متكامل. التواصل البشري
أبان في الجانب الآخر يظل الذكاء الصناعي محدودًا في عدم قدرته على قراءة المضامين والمفاهيم والأحاسيس البشرية وتحويلها إلى مدخلات إبداعية، كما أنه في الوقت الراهن على الأقل لا يملك القدرة على الإحاطة والتنسيق بين مجالات قطاع الإنشاء المعمارية والمدنية والكهروميكانيكية، كما أنه يجب الأخذ بالاعتبار أن تخصص العمارة محكوم بجوانب رقابية وقانونية من هيئات وجمعيات وعقود يلزم تمثيلها من قبل بشر لهم كيان قانوني ومصرح لهم بالعمل.
تخوفًا عالميًا
أبان مدير فرع الجمعية السعودية لعلوم العمران في الأحساء قاسم المطير، أن هناك تخوفًا عالميًا من الذكاء الصناعي، على المعماريين أن يكونوا مستيقظين، وأن ملكية الحقوق لهذه المخرجات، عندما تستخدم مثل هذه التقنيات تكون مملوكة لإحدى الشركات، والتي ستحوله إلى منتج تجاري، مضيفًا أن رؤية المملكة 2030، أكدت على ذلك في الجانب التقني وأهمية امتلاك الجيل القادم لمثل هذه التكنولوجيا، مبينًا أن تقنيات الذكاء الصناعي، بات ضرورية لكل معماري ممارس لمواجهة التحديات والتغيرات السريعة، ويجب الاطلاع على آخر الممارسات المعمارية العالمية.