Home تقارير تصاميم تحت الضوء.. كيف توفّق الأبنية بين الفخامة والاستدامة؟

تصاميم تحت الضوء.. كيف توفّق الأبنية بين الفخامة والاستدامة؟

by admin

أبنية – خاص

مع تنامي الحاجة إلى مبانٍ تُراعي البيئة دون التخلي عن الجمال المعماري، ظهرت مفاهيم مبتكرة توائم بين الفخامة والتقنيات المستدامة. من ضمن هذه المفاهيم، تتصدر الأبنية ذات الواجهات الرائعة الساحة، حيث تُقدّم تصاميم أخّاذة مع كفاءة للطاقة وحلول بيئية متطورة.

نستعرض خلال السطور المقبلة، ثلاثة مشاريع عالمية جسّدت هذا التوازن بجدارة، تجعلها نماذج فريدة تجمع بين تلبية رغبة الفخامة وتحقيق معدَّل للاستدامة وبقوة.

 “Bosco Verticale” في ميلانو: الغابة التي تسكن السماء

يُعد مشروع “Bosco Verticale” أحد أبرز رموز المعمار الأخضر في أوروبا. يتكون من برجين سكنيين في قلب مدينة ميلانو، حيث تتوزع على واجهاتهما أكثر من 900 شجرة وحوالي 20 ألف نبتة. هذه المساحات الخضراء لا تكتفي بتجميل الواجهة، بل تُعد نظامًا بيئيًا متكاملًا يُنقّي الهواء ويُحسن من التهوية الطبيعية، مما يُقلل الاعتماد على أنظمة التكييف ويوفر عزلاً حراريًا مثاليًا.

إضافة إلى دوره الجمالي والبيئي، حاز المشروع على جوائز دولية مثل جائزة “International Highrise Award” لعام 2014. تم تصميم المبنى بواسطة مكتب Boeri Studio الإيطالي، الذي اعتمد على استراتيجية عمرانية تجعل النباتات جزءًا فاعلًا في تنظيم بيئة المعيشة.

“The Met”  في بانكوك: الفخامة الخضراء في قلب المدينة

برج “The Met” الذي يتوسط مدينة بانكوك هو أحد أرقى الأمثلة على المزج بين العمارة الفاخرة والنهج البيئي الذكي. صُمم هذا البرج من قبل مكتب WOHA السنغافوري ليحتوي على فراغات تهوية مفتوحة وحدائق رأسية موزعة عبر الطوابق، ما يسمح بتدفق الهواء الطبيعي ويُقلل من استهلاك الطاقة.

البرج البالغ ارتفاعه 228 مترًا يستفيد من الظل الطبيعي الذي توفره الأشجار والمساحات الخضراء، كما أنه مزوّد بتقنيات حديثة لإدارة استهلاك الطاقة والمياه. يساهم هذا التصميم في خفض حرارة المبنى بنسبة تُقارب 30% مقارنة بالتصاميم الزجاجية التقليدية.

 “Greenstone Building” في كندا: الأداء العالي في بيئة قاسية

في مدينة يلونايف ذات الطقس القارس، يُعد مبنى “Greenstone” علامة بارزة في استخدام الاستدامة كمعيار أساسي للعمارة. حصل المبنى على تصنيف LEED الذهبي، وهو أول مبنى في المنطقة الشمالية من كندا يحقق ذلك. تم تصميمه ليكون مرنًا مناخيًا، مع أنظمة تسخين ذكية وجدران عازلة تُقلل فقدان الحرارة إلى الحد الأدنى.

الواجهة الجنوبية للمبنى مزوّدة بجدار زجاجي ذكي يحتوي على خلايا شمسية قادرة على توليد الكهرباء، إلى جانب نظام إعادة تدوير مياه الأمطار. يُعتبر هذا المبنى نموذجًا عالميًا لكيفية تطبيق تقنيات الطاقة المتجددة في البيئات المتطرفة دون التضحية بأناقة التصميم.

ختامًا، هذه المشاريع العالمية الثلاثة تُظهر كيف يمكن للمباني أن تكون فخمة ومستدامة في آنٍ معًا. لا تقتصر العمارة الخضراء على البساطة أو الترشيد فقط، بل يمكن أن تُعانق الجمال، وتُعبّر عن فخامة مسؤولة بيئيًا. النموذج الناجح هو الذي لا يرضى فقط بكونه جميلًا، بل يسعى لأن يكون جزءًا من الحل في مواجهة تحديات المناخ والموارد.

You may also like

اترك تعليقك :