Home تقارير كيف يمكن للعقارات المستدامة المساعدة في مكافحة تغير المناخ؟

كيف يمكن للعقارات المستدامة المساعدة في مكافحة تغير المناخ؟

by admin

أبنية – خاص

في عالم متغير بشكل سريع، حيث تزداد مخاوف المناخ يومًا بعد يوم، يتنامى الوعي بالحاجة إلى حلول مبتكرة لتقليل البصمة الكربونية للمباني والمجتمعات، وتأتي العقارات المستدامة كنقطة ضوء في هذا المشهد المتغير، فتقدم طرقًا إبداعية لتحقيق التوازن بين الاحتياجات السكنية والحفاظ على البيئة.

عقارات مستدامة

أحد الجوانب الرئيسية للعقارات المستدامة هو الاعتماد على مواد بناء صديقة للبيئة، مثل الخشب المعاد تدويره والمواد العازلة الطبيعية. فهذه المواد ليس فقط تُقلل من البصمة الكربونية خلال مرحلة البناء، ولكن أيضًا تساهم في كفاءة الطاقة للمبنى على المدى الطويل. كما تُعتبر هذه المباني أكثر قدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.

لماذا العقارات المستدامة ضرورية؟

تعتبر العقارات المستدامة ضرورية لحماية كوكب الأرض، حيث تقلل من الانبعاثات الكربونية، وتحافظ على الموارد الطبيعية، وتسهم في مكافحة تغير المناخ. كما تعزز العقارات المستدامة الصحة والرفاهية من خلال توفير بيئة معيشية صحية وآمنة، خالية من الملوثات والمواد السامة، فيحسّن من نوعية الهواء الداخلي وينعكس إيجابًا على صحة الإنسان، بالإضافة إلى خفض التكاليف من خلال توفير فواتير طاقة ومياه أقل، مما يقلّل من نفقات التشغيل على المدى الطويل، وقد يصبح الاستثمار الذكي أكثر طلبًا وجاذبية في السوق، مما يؤدي إلى ارتفاع قيمتها السوقية على المدى البعيد.

بيئة مستدامة

تركز العقارات المستدامة على توفير الطاقة والموارد من خلال التصميم الذكي للمباني، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية. هذه الاستراتيجيات لا تقلل فقط من انبعاثات الكربون، بل أيضًا توفر للقاطنين فواتير طاقة أقل على المدى الطويل.

دور العقارات الخضراء في مكافحة تغير المناخ

في ظل التركيز المتزايد على المجتمعات المستدامة، فإن العقارات المستدامة تؤدي دورًا حيويًا في تغيير الطريقة التي نعيش بها، وتُصمَّم المباني لتشجيع التنقل المستدام، مثل: السير على الأقدام والدراجات، وتوفير مساحات خضراء للأنشطة الترفيهية والزراعة المحلية. وهذا ليس فقط يُقلل من الانبعاثات، ولكن أيضًا يعزز جودة الحياة للقاطنين.

ثورة في عالم العقارات

إن العقارات المستدامة ليست مجرد اتجاه عابر، ولكنها طريقة حيوية لمواجهة تحديات تغير المناخ من خلال الابتكار في التصميم، والمواد، والتكنولوجيا. ويمكن لهذه المباني أن تسهم بشكل كبير في بناء مستقبل أكثر استدامة وقدرة على الصمود. وهذا يجعلها محورًا أساسيًا للتغيير الإيجابي في عالمنا المتغير.

نافذة نحو مستقبل أخضر

في عالم يواجه تحديات بيئية متزايدة، تبرز الحاجة إلى حلول مبتكرة تُعيد التوازن بين التطور العمراني وحماية كوكب الأرض. ومن هنا، تأتي عقارات المستقبل، حاملةً راية الاستدامة ومكافحة تغير المناخ.

مفهوم يتحدى المألوف

تتخطى العقارات المستدامة مفهوم المباني السكنية والتجارية التقليدية، لتصبح بيئة متكاملة تراعي احتياجات الإنسان دون المساس بالبيئة. وتعتمد هذه العقارات على مبادئ أساسية، منها كفاءة الطاقة والمواد الصديقة للبيئة، حيث يتم تقليل استهلاك الطاقة من خلال استخدام تقنيات حديثة، مثل: الإضاءة الموفرة للطاقة، والعزل الحراري الفعّال، وأنظمة الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى استخدام مواد بناء قابلة للتجديد وإعادة التدوير، مثل: الخشب المُعاد تدويره، والخرسانة الخضراء، والطوب الطيني. كما تعتمد على التصميم الذكي مع مراعاة العوامل البيئية في التصميم، مثل: اتجاه المبنى، ومساحة النوافذ، وخلق مساحات خضراء تقلل من حرارة المبنى، بالإضافة إلى إدارة المياه، حيث يتم تقليل استهلاك المياه من خلال استخدام أدوات موفرة للمياه، وإعادة تدوير المياه الرمادية، وجمع مياه الأمطار.

فوائد تتخطى التوقعات

إن فوائد العقارات المستدامة لا تتوقف عند الحفاظ على البيئة فقط، بل تتعدى ذلك لتشمل فوائد اقتصادية واجتماعية هائلة. وتتمثّل فوائد هذه العقارات في خفض فواتير الطاقة، حيث تتميز بكفاءة عالية تقلل من استهلاك الكهرباء والمياه بشكل ملحوظ. وبالتالي، يتم توفير نفقات ملموسة على المدى الطويل للسكان والمستأجرين، وتتجاوز الفوائد المادية لتشمل جودة الحياة أيضًا. فالعقارات المستدامة توفر بيئة معيشية صحية وآمنة، خالية من الملوثات والمواد السامة، وهذا بدوره يحسن من نوعية الهواء الداخلي، مما ينعكس إيجابًا على صحة السكان وعافيتهم. لذا، من المتوقع أن تصبح هذه العقارات الخضراء أكثر جاذبية وطلبًا في السوق، ما ينتج عنه ارتفاع في قيمتها السوقية على المدى البعيد.

آفاق التحول العمراني

إن تبني الاستدامة في قطاع العقارات يشكل نقلة نوعية نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا. ففي خضم هذا التحول، يفتح العنان لظهور مجالات عمل جديدة ومبتكرة، فمن تصميم المباني الخضراء المتناغمة مع البيئة، إلى تطوير تقنيات الطاقة المتجددة الموفرة والفعالة، وصولاً إلى إدارة المرافق المستدامة؛ كلها مجالات شهدت نموًا ملحوظًا وأصبحت محفزًا رئيسيًا لخلق فرص عمل متنوعة في هذا القطاع الحيوي.

مسؤولية جماعية

إن مسؤولية بناء مستقبل مستدام لا تقع على عاتق المطورين العقاريين فقط، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب مشاركة جميع أفراد المجتمع. ومن أهمّ خطوات المشاركة دعم المشاريع العقارية المستدامة من خلال الشراء أو الاستئجار في عقارات مستدامة، أو الاستثمار في مشاريع تطوير عقاري صديقة للبيئة، ونشر الوعي بأهمية الاستدامة والعقارات المستدامة وفوائدها على البيئة والمجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والفعاليات المجتمعية، والضغط على صانعي السياسات، ومطالبة الحكومات بوضع سياسات تشجّع على الاستثمار في عقارات مستدامة وتسهل عملية بنائها.

تجاوز حدود المألوف

 إن العقارات المستدامة ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة حتمية لضمان مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة، فقد حان الوقت للانتقال من عالم العقارات التقليدي إلى عالم من المباني الذكية والبيئية، عالم يحافظ على كوكب الأرض ويعزز رفاهية الإنسان.

العقارات المستدامة في المملكة العربية السعودية

تواجه المملكة العربية السعودية كغيرها من دول العالم، تحديات بيئية متزايدة، وهو ما يدفعها إلى البحث عن حلول مبتكرة لتحقيق التنمية المستدامة. ويعدُّ قطاع العقارات من أهم القطاعات التي يمكن استهدافها لتعزيز الاستدامة، نظرًا لما يستهلكه من موارد طبيعية هائلة ويطلق انبعاثات ضارة.

أهمية العقارات المستدامة في المملكة العربية السعودية

تعدُّ العقارات المستدامة ذات أهمية كبيرة للمملكة العربية السعودية لعدة أسباب، أهمها الحفاظ على الموارد الطبيعية، حيث تساهم العقارات المستدامة في تقليل استهلاك الموارد الطبيعية الشحيحة، مثل المياه والطاقة، وهو ما يساعد على الحفاظ عليها للأجيال القادمة، بالإضافة إلى حماية البيئة حيث تقلل العقارات المستدامة من الانبعاثات الضارة، مثل غازات الاحتباس الحراري، وتساهم في الحدّ من التغيّر المناخي وحماية البيئة، وتحسين جودة الحياة. وتوفر العقارات المستدامة بيئة صحية وآمنة لقاطنيها، ويسهم بذلك في تحسين جودة حياتهم، وتعزيز الاستدامة الاقتصادية، حيث توفر العقارات المستدامة فرصًا جديدة للاستثمار وخلق وظائف العمل، ومن ثمَّ يسهم في تعزيز الاستدامة الاقتصادية للمملكة.

جهود المملكة العربية السعودية في مجال العقارات المستدامة

تدرك المملكة العربية السعودية أهمية العقارات المستدامة، وتبذل جهودًا كبيرة لتعزيزها في جميع أنحاء البلاد، ومن أهم هذه الجهود إطلاق الاستراتيجية الوطنية للاستدامة في عام 2020، التي تتضمن أهدافًا طموحة لتعزيز الاستدامة في جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع العقارات؛ وإنشاء الهيئة السعودية للمدن الذكية والعمران في عام 2019 بهدف تطوير مدن ذكية ومستدامة في المملكة. كما أصدرت المملكة العربية السعودية العديد من اللوائح والتعليمات الجديدة لتنظيم قطاع العقارات المستدامة، مثل “لائحة المباني الخضراء”. وتقدم المملكة العربية السعودية حوافز مالية للمستثمرين الذين يشيدون مباني مستدامة.

مشاريع عقارية مستدامة في المملكة العربية السعودية

تشهد المملكة العربية السعودية نهضة ملحوظة في مجال العقارات المستدامة، وذلك من خلال تنفيذ العديد من المشاريع الرائدة التي تجسد “رؤية السعودية 2030” في التنمية المستدامة وحماية البيئة، وأبرز هذه المشاريع مشروع مدينة نيوم، الذي يعدُّ مشروعًا ضخمًا يُخطط ليكون مدينة ذكية ومستدامة بالكامل على ساحل البحر الأحمر. وتهدف نيوم إلى دمج أحدث التقنيات مع الممارسات الصديقة للبيئة لخلق بيئة معيشية مثالية لسكانها، بالإضافة إلى مشروع روشن السعودية، الذي يعدُّ مشروعًا عقاريًا ضخمًا يهدف إلى تطوير مدن ذكية ومستدامة في مختلف أنحاء المملكة. ويركز المشروع على استخدام مواد البناء الصديقة للبيئة، وتصميم المباني بكفاءة عالية في استهلاك الطاقة والمياه، وتوفير مساحات خضراء واسعة، ودمج حلول النقل الذكية. بالإضافة إلى المشروعين المذكورين آنفًا، تنفذ المملكة العديد من المشاريع العقارية المستدامة الأخرى مثل: مشروع بوابة الدرعية، حيث يعتبر مشروعًا سكنيًا وتجاريًا ضخمًا في منطقة الدرعية التاريخية، ويهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي مع دمج ممارسات الاستدامة الحديثة؛ ومشروع واحة الملك عبدالله، وهو مشروع سكني متكامل يضم مرافق تعليمية وصحية وترفيهية، ويركز على الاستدامة من خلال استخدام الطاقة الشمسية، وإعادة تدوير المياه، وتوفير مساحات خضراء واسعة.

You may also like

اترك تعليقك :