تعمل “مبادرة تحفيز تقنية البناء” على تحفيز المستثمرين المحليين، والإقليميين، والدوليين لتوطين صناعة هذه التقنيات في المملكة العربية السعودية. كما تدعم المطورين العقاريين لجعلهم يتبنونها، بالإضافة إلى دعم مقاولي تقنية البناء وتطوير قدراتهم.
ويعدُّ الاستثمار في تقنية البناء عاملاً رئيسيًا في خطة المملكة لمعالجة الفجوة في السكن، في ظل ما توفره من وقت مستغرق للإنشاء وخفض لمستويات التكلفة ورفع لمعدلات الجودة.
وفي هذا الإطار، فإن المبادرة تقوم بتحفيز السوق المحلي، بتوطين واستقطاب المصانع الدولية المتخصصة في تقنية البناء، وتعمل على تأهيل المصانع الدولية وربطها بمستثمرين محليين.
وتوفر المبادرة المعلومات عن آلية دعم المستثمرين من خلال ورش العمل التي تدعمها وزارة الإسكان، والأدلة والبروشورات الخاصة بالمبادرة، بالإضافة إلى الموقع الإلكتروني للمبادرة.
وستبلغ الاستثمارات في مجال تقنية البناء في السعودية 150 مليون ريال سعودي بحلول 2020، وفي عام 2030 سيتم استثمار نحو 1.3 مليار ريال سعودي في هذا القطاع.
ويعدُّ تقديم الاستثمار في صورة منح في حاضنات المبادرة، واستثمارات الأسهم، ورأس مال مستثمر، وقروض، أحد أشكال دعم المستثمرين في المملكة.
وتدعم المبادرة الفرص الاستثمارية عن طريق منح مزود التقنية التمويل المباشر، وتوفير قروض مباشرة بشروط وأحكام تفضيلية وذلك من خلال أنواع متعددة من التمويلات. وتساعدهم في الربط بين الموردين والمقاولين ودعم الوصول إلى طلب المشاريع ضمن برامج الإسكان الحكومية. كما تدعم النشاط الاستثماري بتسهيل الحصول على التراخيص، والتأسيس، والوصول إلى الأراضي، والمباني، وسلسلة القيمة المحلية.
admin
المبادرة تعمل على دعم التحول من البناء التقليدي إلى البناء الحديث، مع تحفيز الاستثمار في تقنيات البناء المتطورة، وضمان كفاءة الجودة مع خفض تكلفة البناء، بحيث يتم إنشاء وحدات سكنية ذكية بتكلفة معقولة !
تطوير تقنيات البناء يسهم في تقليص المدة الزمنية لتنفيذ مشاريع البناء مما يعجل في تلبية الطلب على الوحدات السكنية، كما أن تحفيز المستثمرين ودفع المقاولين العقاريين للأخذ بتقنيات البناء الحديثة يدعم أداء المصانع الوطنية ودورها في تعزيز الاقتصاد الوطني وخلق فرص العمل !
ولأنني أؤمن بأن المستقبل قطار زمني لا يتوقف فإنني أنظر باهتمام إلى مراحل تطور تقنيات البناء عبر الزمن وكيف أسهمت بشكل مستمر في تقدم حياة الإنسان والتأثير في بناء الحضارات العمرانية، رغم كل ما قوبلت به هذه المراحل المتغيرة من شكوك وحذر وربما مقاومة، فالإنسان بطبيعته حذر من كل جديد، وعندما قيل إن بالإمكان اليوم بناء منزل كامل في يومين، لم يفاجئني ذلك فما كان يبنى من معالم عمرانية في حضارات سابقة خلال عقود من الزمن أصبح يبنى لاحقا خلال سنوات ثم أشهر، واليوم لم يعد السؤال هل يمكن بالفعل بناء وحدات سكنية وعمرانية بواسطة تقنيات بناء جديدة، بل في كيفية تطويع هذه التقنيات لتلبية حاجة الإنسان بأعلى معايير الجودة وضمانات الكفاءة بتكلفة معقولة !
ومبادرة تحفيز تقنيات البناء خطوة لربط أطراف العلاقة بشكل يسهم في توفير الحلول وإنتاج الأفكار وابتكار التنقيات مع تذليل العقبات التنظيمية والتمويلية والتسويقية، وبرأيي أن هذه المبادرة عند اكتمال دورها ستكون حجر الزاوية في مستقبل القطاع السكني والتطوير العقاري، فرحلات الإنسان نحو الغد تختصر مسافاتها المبادرات الجريئة والأفكار الخلاقة والتجارب الجديدة!
الأبنية الجاهزة – الرياض
تتشارك “مبادرة تحفيز تقنية البناء”، مع صندوق التنمية الصناعية السعودي لتوسيع خطوط الإنتاج في المصانع المحلية التي تنتج تقنيات البناء، وذلك بما يسمح بتعزيز منظومة العرض والطلب من هذه المباني.
وفي حسابها على «تويتر» ردت المبادرة على المتابعين: إنها تعمل على توفير حلول مالية بدعم من خطة تحفيز القطاع الخاص لتمكين المستثمرين المحليين والعالميين لرفع الطاقة الإنتاجية المحلية، وتوطين صناعة تقنية البناء في المملكة. ووفق الرد: «نوفر مع شريكنا الإستراتيجي صندوق التنمية الصناعية السعودي، قروضًا تسهم في توسيع خطوط الإنتاج الحالية وإنشاء خطوط جديدة للمصانع، كما نعمل على توفير حلول وقنوات تواصل تعزز من منظومة العرض والطلب لتلبية الاحتياجات المحلية». وفي سؤال لأحد المتابعين حول توفر هذه التقنيات للأفراد، قالت المبادرة: «نركز حاليًا على المقاولين ومزودي التقنية وغيرهم من منظومة العرض، على أن يتم توفير التقنية لاحقًا للأفراد».
الأبنية الجاهزة – واس
تشارك المملكة في أسبوع سنغافورة الدولي للبناء من خلال وزارة الإسكان الجهة المعنية بتنسيق جهود مشاركة المملكة في هذا الحدث العالمي، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية (وزارة الشؤون البلدية والقروية، الهيئة العامة للاستثمار، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أرامكو، سابك – موطن الابتكار، شركة تعدين العربية، معادن، ووفد من اللجنة الوطنية العقارية المستثمرين والمطورين العقاريين).
وتبدأ غدا (الأربعاء) فعاليات “أسبوع البناء العالمي للبيئة” (IBEW) في سنغافورة وتستمر حتى الجمعة المقبل وذلك تحت عنوان (تحويل الطريقة التي نبني بها)، ويرأس وفد المملكة العربية السعودية في فعاليات المؤتمر صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر، مستشار وزير الإسكان والمشرف العام على وكالة الوزارة للدعم السكني والفروع والتعاون الدولي، وبمشاركة مبادرة “تحفيز تقنية البناء”.
ويقدم المؤتمر فرصة للمشاركين لعرض مبادراتهم ومشاريعهم في تقنية البناء الحديث والتعرف على تقنيات البناء المدعومة والمعتمدة التي تعدُّ فرصة لربط المبتكرين ومراكز الابتكار العالمية، وجذب المستثمرين الراغبين بالاستثمار في مجال تقنية البناء للمشروعات والمبادرات الجديدة والجادة.
ويعدُّ “أسبوع البناء العالمي للبيئة” (IBEW) في سنغافورة حدثًا رئيسيًا جديدًا في المنطقة لقادة الصناعة والمهنيين المشهورين من صناعة البيئة العمرانية العالمية لتبادل الأفكار والخبرات حول السياسات وحلول الأعمال والتقنيات، وكذلك استكشاف الفرص التجارية، وينظم بالاشتراك مع هيئة البناء والتشييد (BCA) وReed Exhibitions Singapore، وبدعم من 12 جمعية تجارية وغرفة.
وكان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية سنغافورة سعد بن صالح الصالح قد استقبل رئيس الوفد السعودي والوفد المرافق له.
أقل وصف لما يحدث في قطاع البناء في المملكة والعالم حاليًا إنه (يتحول) بالفعل، إذ إن الممارسات السابقة، وطرق البناء التقليدية، ومدخلات العملية برمتها إلى التحول.
العالم يدلف كل يوم إلى تقنية جديدة تضع حلم الحصول على المسكن أقرب، وتساهم في تحويل رحلة البناء إلى صناعة مستدامة.
وحسنًا فعلت “مبادرة تحفيز تقنية البناء” وهي إحدى مبادرات تحفيز القطاع الخاص برفع شعار (البناء يتحول) إذ إنها تعكس واقع الحال، وترسم مسارًا جديدًا لرحلة البناء بحيث تكون صناعة متطورة، تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي، وإيجاد قطاعات منتجة، والمساهمة في خلق مزيد من فرص العمل لتحقيق رؤية المملكة 2030.
لقد مضى وقت طويل جدًا نستخدم خلاله الحلول التقليدية في عمليات البناء، ولعقود كان الهدر علامة بارزة في كافة الموارد المستخدمة، وبالطبع لا نتحدث عن فرص العمل الضائعة، ولا الجودة المفقودة، ولا التشتت المسيطر على القطاع.
التحكم في مسار رحلة البناء، ووضعها على الطريق الصحيح، بات هدفًا متاحًا، يؤدي إلى تحقيق الأهداف التنموية الاستراتيجية، على صعيد قضية السكن، وتوفير فرص العمل، وتوطين التقنيات، وتعزيز المحتوى المحلي. لقد جاء اليوم الذي تحول فيه التحديات الكبرى إلى فرص ذهبية، تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني وتحقق أهدافه.
أخيرًا، من الأمور التي تدعوا للتفاؤل أن تكون هناك جهة حكومية متخصصة منوطة بتحفيز صناعة تقنية البناء، على صعيد المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين بهدف توطين هذه الصناعة، وهو ما كنا نفتقده في السابق، لذا كانت الخطوات في هذا الاتجاه ارتجالية، بالإضافة ما توفره المبادرة من دعم مقاولي التقنية لتطوير وتنمية قدراتهم، ودعم المطورين العقاريين وتحفيزهم لاعتماد تقنية البناء في سبيل توفير أفضل الحلول السكنية للمواطن السعودي، وهو الأمل الذي يحدونا جميعا.
المصدر: الرياض بوست
التصنيع بكميات كبيرة يمكن أن يجعل بناء الشقق أرخص وأسرع
إيريكا بارنيت
هل مستقبل البناء في المصنع بدلاً من الموقع؟
هذا ما يراهن عليه عدد من الشركات المزودة لتقنيات البناء في شمال غرب المحيط الهادئ. فالبناء مكلف جدًا، والأيدي العاملة نادرة، وقيمة الإيجارات ارتفعت. ويقول بعض مزودي التقنية، مثل: شركة “بلوكابل” Blokable، و”كاتيرا” Katerra، و”ونبلد” OneBuild، إنه بنقل جزء كبير من عملية البناء من الموقع إلى المصنع، يمكن تخفيض تكلفة بناء المباني السكنية بأكثر من النصف، أيضًا يمكن الانتهاء من المشاريع في وقت يصل إلى النصف. وبالتالي، فإذا ثبتت صحة هذا، فإن هذه الشركات وغيرها من مزودي التقنية يمكن أن تؤثر على قطاع الإسكان.
إن التكاليف الباهظة لعملية البناء، تمثل أكبر محدد يؤثر في عملية تسعير المنازل أو استئجار منزل جديد. فإذا استطاعت الوحدات المصنعة خفض تكاليف الإنشاءات، سيتمكن المقاولون من بناء المزيد من المنازل، مما يمكن من حد ارتفاع الإيجارات في المدن التي تواجه نقصًا في المساكن. كما أن خفض التكاليف العالية يؤدي إلى زيادة الأموال العامة، ما يسهم في توفير المزيد من المساكن الميسرة للأسر ذات الدخل المنخفض. وبالتالي يمكن لتقنيات البناء أن تغيِّر مفهوم الحصول على المسكن.
إن بناء وحدات جديدة يبدو عملية صعبة، حيث تعدُّ المنازل المتنقلة، التي ترتبط بشدة بالوحدات المصنعة، شكلاً شائعًا من الإسكان غير المكلف لعقود من الزمان، وأصبحت الوحدات التي تكفي لأسرة واحدة بمثابة خيارٍ رخيصٍ بشكل نسبي للذين يملكون منازل للمرة الأولى وليسوا في حاجة إلى مساحات كبيرة. لكن الجديد هنا هو: فكرة أن أساليب البناء الحديثة ستحدث ثورة في قطاع التشييد والإنشاءات برمَّته. وقد يكون هذا أمرًا صحيحًا بالنسبة للشقق – التي لم تشهد زيادة ملحوظة في إنشائها منذ عام 1945 وفقًا لمعهد ماكينزي العالمي – مما يؤدي بدوره إلى خفض تكلفة السكن في هذه العملية.
لفهم أسباب ارتفاع تكاليف المشاريع الإسكانية لا بدَّ من فهم كيف يتم بناؤها. فالمطور هو من يدير عملية البناء برمَّته، فهو الشخص الذي يقوم بتوقيع العقود، ويؤمِّن الأموال من البنوك أو المستثمرين أو الحكومات أو الوكالات الخيرية للسكن المدعوم، ويعمل على توظيف المهنيين لتصميم المشروع وبنائه. فعادة ما يقوم المطور بتحديد المقاول العام، الذي يقوم بدوره بتعيين مقاولين من الباطن، يقومون – هم أيضًا – في كثير من الأحيان بالتعاقد مع مقاولين آخرين من الباطن، وهكذا. وفي نهاية المطاف، فإن المقاول في ذيل تلك القائمة هو الذي يتولى مهمة تنفيذ العمل. كل مقاول في سلسلة البناء هذه يتحمل جزءًا من المخاطر ويلعب دورًا في رفع التكلفة.
وفي الوقت نفسه، فإن تكاليف الأيدي العاملة في البناء ترتفع بشكل كبير، وتزيد في الارتفاع في المناطق التي تعيش مدنها انتعاشًا اقتصاديًا. ووفقًا لتحليل حديث لتكاليف المشاريع السكنية، فقد أدى “النقص الحاد في كلٍّ من العمالة الماهرة وغير الماهرة في سوق البناء إلى ارتفاع التكاليف بشكل أكبر”.
إن هذا النقص من شأنه أن يرفع أجور البناء وتكلفة السكن. علاوة على ذلك، لا يمكن للعديد من عمال البناء تحمل تكاليف العيش في المدن الباهظة المعيشة التي تحتاج إلى المزيد من الإسكان، مما يخلق حلقة مفرغة من الارتفاعات التي تطرأ على الإيجارات التي تتفاقم أسعارها بسبب نقص الأيدي العاملة المحلية لبناء المنازل.
إن أساليب البناء الحديثة تقلل من تعدد مستويات المقاولين الذين يعملون من الباطن، مما يضع معظم أو كل عمليات البناء تحت سيطرة شركة واحدة تبذل كل ما في وسعها لتجعل عملية بناء المنازل أشبه بمصنع ملابس أوتوماتيكي، وأقل من ذلك أشبه بمتجر للخياطة، حيث يتم تصنيع كل قطعة ملابس حسب المواصفات المخصصة.
وتقوم بعض الشركات المزودة لتقنيات البناء بإعداد مكونات مسبقة الصنع للأبنية، حيث يمكن تجميعها سريعًا في مواقع البناء. كما تقوم شركات أخرى، بإعداد شقق مصنعة بأكملها، لا تحتاج إلا لتثبيتها في مكانها. إلا أن هذه الشركات جميعها لديها نفس المهمة التي تتمثل في تجنب الوسطاء والقضاء على العمليات التي تجعل السكن التقليدي باهظ التكلفة، حيث يقول العاملون في مجال صناعة الوحدات المصنعة إن بإمكانهم بناء مساكن بتكلفة محدودة وفي وقت أقل.
وفي سوق العقارات السكنية بأي مدينة، نجد أن بناة المنازل يتوقفون عن البناء عندما يصبح حجم المعروض من المباني أعلى من الطلب مما يخفض تكاليف الإيجار لمستويات غير ربحية. لكن عندما تكون هناك إمكانية لخفض التكاليف من خلال تقنيات البناء الحديثة، فمن المتوقع في تلك الحالة أن تحدث نقطة تحول في سوق الإيجارات؛ لتتمثل النتيجة في بناء المزيد من المنازل الجديدة، فضلاً عن انخفاض في مستوى الإيجارات. فإذا كان بمقدور تقنيات البناء المساهمة في خفض التكاليف، فإنها يمكن أن تقلل جزءًا كبيرًا من أسعار الإيجارات.
والحال نفسه ينطبق على إنتاج السكن التنموي، الذي يواجه تهديدًا مستمرًا بسبب الاحتياج الدائم للتمويل الحكومي. وبالتالي، يمكن أن يؤدي التخفيض الكبير في تكاليف البناء إلى تمكين المطورين غير الهادفين للربح من دفع المشروعات إلى الأمام بدعمٍ أقل من القطاع العام.
هل تستطيع تقنيات البناء تحقيق كل هذا؟
يتمثل هدف تقنيات البناء في تخفيض تكاليف البناء إلى النصف، وهو ما سيكون بمثابة تغيير في إمكانية تحمل تكاليف الإسكان في المدن. ذلك أن تسريع بناء المنازل من شأنه أن يؤدي إلى خفض كبير في الإيجارات والأسعار، مما يعود بالنفع على جميع السكان الذين يشترون أو يؤجرون منازل بأسعار السوق. وسيكون ذلك بمثابة دفعة قوية لمطوري مشاريع السكن الميسر غير الهادفين للربح أيضًا؛ لأنهم سيستطيعون الحصول على الدعم المالي الحكومي لإنشاء المزيد من المنازل المدعومة للأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على ما يوفره السوق.
أخيرًا، إن نقل معظم عمليات تصنيع المساكن إلى مواقع المصانع البعيدة خارج المدن الباهظة التكلفة، يمكن أن يسهم في انتقال الأيدي العاملة للعيش خارج المدن بتكلفة أقل ويحل المشكلة الشائكة المتمثلة في عدم قدرة عمال البناء على تحمل تكاليف العيش في أماكن عملهم، وهو ما يحدُّ من توافر الأيدي العاملة ويسهم في رفع تكاليف البناء، وهذا بدوره يجعل هذه المدن أكثر تكلفة على العمال للعيش بها، فبانتقالهم للعيش بقرب مصانع البناء ستقل تكلفة العيش عليهم.
* مادة مترجمة
الأبنية الجاهزة – الرياض
نشر “مركز سمت للدراسات” ورقة بحثية تضمنت الفوائد العظمى لتقنية البناء الحديثة المعتمدة على تصنيع الوحدات داخل المصانع بعيدًا عن مواقع البناء، ثم نقلها وتركيبها في مكانها المحدد، وهي إحدى الوسائل التي تحل الكثير من المشاكل والمعضلات التي تواجه أساليب البناء التقليدية في معظم دول العالم التي تعاني من أزمة تملك المساكن أو من الانفجار السكاني أو من مشاكل توفير الأيدي العاملة.وتستعرض الورقة التي حملت عنوان (تقنيات البناء: مفهوم غيَّر اللعبة في الحصول على المسكن) الصعوبات التي تواجه أعمال البناء بالأساليب التقليدية، مدعومة بآراء بعض مزودي التقنية، مثل: شركة “بلوكابل”، و”كاتيرا”، و”ونبلد”. وأشارت إلى أن نقل جزء كبير من عملية البناء من الموقع إلى المصنع، يخفض تكلفة المباني بأكثر من النصف، وأيضًا يساعد على الانتهاء من المشاريع في وقت يصل إلى النصف.وتؤكد الورقة أن تكلفة البناء الباهظة تمثل أكبر محدد لتسعير المنازل أو استئجار المنزل الجديد. فإذا استطاعت الوحدات المُصنعة خفض تكاليف الإنشاءات، فسيتمكن المقاولون من بناء المزيد من المنازل، مما يحد من ارتفاع الإيجارات في المدن التي تواجه نقصًا في المساكن، كما أن خفض التكاليف العالية يؤدي إلى زيادة الأموال العامة، ما يساهم في توفير مساكن ميسرة للأسر ذات الدخل المنخفض.وبيَّنت أن تعدد المقاولين أحد أسباب ارتفاع تكلفة البناء، فالمطور يختار المقاول العام، الذي يقوم بدوره بالتعاقد مع مقاولين من الباطن، يقومون – هم أيضًا – في كثير من الأحيان بالتعاقد مع مقاولين آخرين من الباطن، وكل مقاول في سلسلة البناء يلعب دورًا في رفع التكلفة، بالإضافة إلى قلة الأيدي العاملة في هذا المجال وارتفاع أجورهم لبعدهم عن محل إقامتهم.وأوضحت أن نقل معظم عمليات تصنيع المساكن إلى مواقع المصانع خارج المدن باهظة التكلفة، يساعد على انتقال الأيدي العاملة للعيش خارج المدن بتكلفة أقل ويحل المشكلة الشائكة المتمثلة في عدم قدرة عمال البناء على تحمل تكاليف العيش في أماكن عملهم، فبانتقالهم للعيش بقرب مصانع البناء سيتوفر لهم الكثير من النفقات.وتجدر الإشارة إلى أن “مركز سمت للدراسات” مركز مستقل يُعنى بدراسة المستجدات والتطورات والأحداث في المنطقة، ويأتي كثمرة خبرة ممتدة لعدد من الباحثين والمستشارين في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والفكرية والعلاقات الدولية.
دخلت التقنية كافة مجالات الحياة، وسهلت علينا الكثير من الأمور التي لم تكن تخطر على بالنا قبل عقود، كما أنها أثرت في بعض الأمور أيضاً. وهذا التطور التقني الكبير الذي نواكبه اليوم ربما تأخر اعتمادنا عليه في قطاع رئيس وهو قطاع الإسكان، على الرغم من ظهور تقنيات البناء وتطورها منذ فترة ليست بالقصيرة ودخولها في العديد من المشروعات السكنية والإنشائية في المملكة، وأظن أن هذا الأمر يجب أن يؤخذ بجدية أكثر، حيث سيكون حلاً للكثير من الملفات، بنظري.
هذا التأخر في الاعتماد على تقنيات البناء بشكل ممنهج ومدروس يمكن عزوه في وقت سابق إلى غياب الجهة التنظيمية الرسمية التي تأخذ على عاتقها مهمة الارتقاء بهذه الصناعة، ودعمها وتحفيز قطاعي العرض والطلب للنهوض بها، وهو الأمر الذي تغير اليوم في ظل رؤية السعودية 2030، وأصبح لدينا مبادرة حكومية تعمل في إطار برنامج الإسكان وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية وهي «مبادرة تحفيز تقنية البناء»، وهو الأمر الذي يدعو للتفاؤل كما أعتقد، لأسباب كثيرة يمكن تلخيصها في عدة أمور: يأتي في مقدمتها الحاجة الماسة إلى رفع نسبة التملك في المملكة وزيادة المعروض، وهي الميزة التي لا يمكن لغير تقنيات البناء أن تقوم بتقديمها لقدرتها وحدها على توفير سرعة في الإنجاز لا تتوفر في البناء التقليدي، والأمر الآخر هو الفرص الاقتصادية التي ستوفرها هذه الصناعة عبر عدة أصعدة تتمثل في توليد فرص عمل تقنية جديدة تناسب احتياجات شباب وفتيات الوطن، وتقليل الاعتماد على العمالة الوافدة وغير المدربة، وهو ما سينسحب بالطبع على جودة القطاع، فبيئة العمل التي توفرها تقنية البناء بدءاً من العمل في المصانع وباستخدام الأجهزة والتقنيات المعتمدة والاعتماد على المواصفات التي يوفرها كود البناء السعودي يجعل منها بيئة جاذبة، بالإضافة إلى جودة المخرج وكفاءته وميزاته التنافسية الأخرى التي لا يمكن للبناء التقليدي مجاراته فيها، والتي ستنعكس في المستقبل القريب على تنافسية التكلفة مع زيادة الاعتماد على التقنيات وتوطينها وزيادة المعروض من خلالها.
الحديث عن مزايا الاعتماد على أساليب البناء الحديث يطول، ومهما ذكرت فلا أزال أقف في نقطة المتعلم الجديد، لأنه مجال كبير ومتشعب.. كما أن تقنية البناء صناعة ذات أنماط مختلفة، لا يمكن اختزالها في عدة أسطر أو مقالات، ولكن ما يمكن قوله اليوم إن البناء في السعودية يدخل منعطفاً جديداً من التحول لآفاق أكثر استدامة وذكاء وهو ما ننتظره بفارغ الصبر في الأعوام القليلة المقبلة.. والسلام.
المصدر: جريدة الرياض
الأبنية الجاهزة – الدمام
يوفر البناء الذكي، المعتمد على استخدام الجدران المزدوجة مسبقة الصنع ما نسبته 40% من إجمالي التكاليف الإنشائية، مقارنة بالبناء التقليدي، وبعمر افتراضي يصل إلى 100، عام شريطة توفير الصيانة الدورية.
تقنية حديثة
وأكد الباحث المعماري المتخصص في تقنيات البناء الحديثة المقداد الشايب، أن هذه التقنية ستسهم في تحقيق احتياج المواطنين لفلل ومنازل سكنية في فترة انشائية لا تتجاوز الـ30 يوما، وبجودة عالية، ودقة في العمل، دون تدخل العامل البشري، وهي التقنية الحديثة والمتطورة، التي تتوافق مع الظروف المناخية في المملكة.
الإقبال على البناء
وبين المقداد لصحيفة الوطن السعودية أن تقنية البناء الذكي، تستخدم الروبوتات في التصنيع والتصاميم لتحقيق جميع رغبات العملاء التصميمية دون تنازلات، موضحا أن هناك إقبالا من المواطنين لبناء فلل سكنية ومنازل في الأحساء، متوقعا تشييد أكثر من 200 فيلا، خلال العامين المقبلين، مضيفا أن هذه التقنية الجديدة، كانت متوفرة سابقا للمشاريع الكبرى، وتم أخيرا تطويعها وتطويرها لتناسب الأفراد والبناء الذاتي، لافتا إلى ضرورة فحص التربة وتأهيلها كشرط أساسي لحساب أحمال القواعد بشكل صحيح وضمان ديمومته.
اختيار المقاول الخبرة
وشدد الباحث المعماري على ضرورة اختيار مقاول منفذ، يمتلك خبرة في البناء بمثل هذه التقنية، وكذلك الاستعانة بمشرفين هندسيين متخصصين لأعمال التركيب، وضرورة الحصول على شهادة ضمان بعد الانتهاء، مشيدا ببرنامج تقنيات البناء، وبرنامج استدامة وبرنامج سكني للبناء الذاتي، وصندوق التنمية العقاري على دعمهم المستمر، وتذليل الصعوبات في سبيل توظيف أفضل التقنيات لخدمة المواطن وبتكاليف في متناول الجميع.
مزايا تقنية البناء الذكي
- المبنى خرساني بالكامل، ومطابق للكود السعودي
- تقليل التكلفة في التنفيذ، لا يحتاج لياسة، وهدر في المواد، وتثبيت ميزانية الهيكل من بداية مرحلة البناء
- السرعة في التصنيع والتنفيذ دون إزعاج المالك، وسهولة التصميم الداخلي واختيار مواد التشطيب بشكل سهل
- التخلص من أغلب الأعمدة الداخلية، مما يعطي مرونة في إعادة التقسيم مستقبلا، حسب تغير احتياجات العائلة
- العزل الحراري المستمر، ويكسب المبنى جوا مريحا، ويسهم في خفض فواتير الكهرباء
الأبنية الجاهزة – الرياض
عاشت المملكة العربية السعودية نهضة كبرى خلال العقود الماضية في كافة المجالات، ارتكزت في محورها الأساسي على بناء الإنسان، وتوفير السكن له، وذلك وفق طبيعة وشكل كل مرحلة. تبدأ رحلة المساكن في المملكة من الحجر والطين، وصولاً إلى استخدام تقنيات البناء، مرورًا بالبناء التقليدي، والتغير الذي طرأ على طبيعة البناء مثل البناء الشعبي، ثم المسلح، وأخيرًا بالطراز الحديث.
الجدير بالذكر أن المناطق والمدن كانت عبارة عن تجمعات سكانية بسيطة، ويغلب عليها الطابع القروي، حيث الاعتماد على البناء بالطين، وينحصر البناء بالحجر على منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة، وبعض قرى المناطق الجنوبية.
توطين البادية
كان من أهم مشاريع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود هو توطين البادية، من خلال تحديد تجمعات صغيرة يطلق عليها (هجرة)، وتسلم للأهالي عن طريق رؤساء، ويتجمع حولها البادية للحصول على الماء. كثير من هذه الهجر اعتمدت على بناء المنازل بالطين، وعملت الحكومة – آنذاك – على توفير خدمات أساسية مثل المياه، والتعليم، وفي مراحل تالية تم توفير خدمات طبية ثابتة ومتنقلةـ ومع تحسن دخل الدولة تطور البناء، وتحول إلى البناء بالطوب والبلك، وبدأ استخدام البناء المسلح، وإن كان على نطاقات محدودة.
نقطة التحول
على مدار العقود السابقة انحصر استخدام تقنيات البناء على نطاق محدود في بعض المشاريع الحكومية، والشركات الكبرى، مثل: إسكان جامعة الملك سعود، وإسكان أرامكو بالظهران، ومباني الهيئة الملكية للجبيل وينبع وغيرها، لكنه لم يرتقِ هذا الاعتماد ليكون نمطًا شائعًا لصناعة محلية يمكن من خلالها تقديم حلول سكنية للمواطنين لبناء منازلهم.
ونظرًا لأن هذا الحل يحتاج إلى التطوير، ولمقابلة الطلب المتزايد على السكن، جاءت “رؤية المملكة 2030” من خلال برامج الإسكان لتشكل مرحلة جديدة من الإنجاز، حيث يستهدف برنامج الإسكان رفع نسبة تملك المنازل إلى 60% من السكان بحلول 2020. هذا الأمر ترتب عليه إطلاق عدة مبادرات سواء في التحول الذي شهدته وزارة الإسكان في التركيز على إيجاد حلول سكنية عديدة، وتحويل القطاع السكني إلى قطاع اقتصادي منتج من خلال إيجاد أنظمة للتمويل العقاري، والتطوير العقاري، وإعادة هيكلة السوق، بالإضافة إلى إطلاق برنامج الإسكان الذي يتضمن العديد من المبادرات، و التي من أبرزها مبادرة تحفيز تقنية البناء، وهي إحدى مبادرات تحفيز القطاع الخاص، التي يشرف على تنفيذها برنامج الإسكان وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية.
خطوات غير مسبوقة
دخلت تقنيات البناء في المملكة مرحلة مهمة وذلك بعد أن تم تجربة بناء أول منزل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، تلا ذلك تجربة أخرى لبناء منزل خلال 48 ساعة، بالإضافة إلى عرض ثلاثة نماذج لوحدات سكنية تمَّ استخدام تقنيات مختلفة في إنشائها تمثلت في البناء بطريقة الخرسانة الرغوية، والهيكل الحديدي، والحديد المجلفن، وذلك في مشروع العيينة السكني.
كانت الانطلاقة في نوفمبر 2018 وعملت المبادرة على إطلاع المهتمين والمختصين بالتجربة على أرض الواقع بتقنيات البناء التي تمتاز بسرعة التنفيذ، حيث تمت أول تجربة لبناء منزل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وبمشاركة خبراء عالميين. و كان لهذه النقلة دورها في تشجيع هذه الصناعة، وتسليط الضوء على أبعادها. وفي ديسمبر2018 تمَّ تنفيذ تجربة أخرى لبناء وهي تجربة البناء في يومين، حيث استخدمت هذه التجربة أحدث تقنيات البناء Modular Concrete، حيث تمَّ إنجاز البيت بالكامل في يومين بفريق مكون من أربعة مهندسين سعوديين واستشاريين أجانب فقط.
وتوجت المبادرة إنجازاتها في إبريل 2019 من خلال عرض ثلاثة نماذج لوحدات سكنية بتقنيات البناء، من خلال مشروع (بيتنا بكيفنا) في العيينة، والذي جاء بتشاركية بين وزارة الإسكان والمبادرة، ويبلغ عدد الوحدات السكنية المستهدف بناؤها بأساليب تقنية البناء المتنوعة 192 وحدة توزع عن طريق وزارة الإسكان، في حين تتولى المبادرة تحفيز المصنعين والمستثمرين، وتشجيع المواطنين الراغبين بالبناء الذاتي على استخدام العديد من أساليب البناء الحديثة.
ويعتبر البناء بنظام الخرسانة الخلوية مسبقة الصب أحد هذه النماذج التي أصبحت متاحة أمام الراغبين في البناء الذاتي باستخدام أساليب البناء الحديثة ويتميز بعزل صوتي وحراري عالٍ وسرعة في إنجاز المنزل، ومن هذا النوع يتفرع نوعان من الخرسانة الخلوية، هما الخرسانة الخلوية الهوائية المصنعة بالضغط والبخار، والخرسانة الرغوية، ومن مزاياها أنها لا تحتاج إلى ميكنة معقدة، وتتميز بالدقة العالية في المقاسات، وخفة الوزن، وتكلفة النقل المنخفضة، وسهولة التشكيل، إلى جانب توفير الطاقة.
والنموذج الآخر الذي استخدمته المبادرة هو البناء بتقنية الهيكل الحديدي، وأهم ما يميزه التحمل والاستدامة، والقدرة على التعديل، والقابلية لتغيير القواطع، والمرونة في التصميم الداخلي، ويمكن استخدامه في المباني المتعددة الأدوار، حيث يتكون المبنى من أركان عمودية وأفقية توفر المتانة للأسقف والأرضيات.
ويأتي الحديد المجلفن الخفيف، كثالث هذه النماذج ويتميز بسرعة الإنجاز (تنفيذ المنزل من 3 إلى 6 شهور)، وتمَّ استخدامه من قبل العديد من الشركات العاملة في نفس المجال، ويتيح بناء عقار متعدد الطوابق يصل الى 10 أدوار، وهو آمن ويحقق عامل السرعة أيضًا، حيث يستغرق بناء المنزل بهذا النموذج كحد أقصى 120 يومًا، ويعالج مشكلة التشققات التي تظهر سريعًا في البناء التقليدي. وتتميز جميع هذه النماذج بمطابقتها لكود البناء السعودي.
المصدر: صحيفة صدى