أحمد الشهري
في عالم يتسم بتغيرات اقتصادية سريعة تبرز إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة كنموذج استدامة مالية وفقا لرؤية 2030.
الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري تأسست بهدف تقديم تمويل عقاري قصير وطويل الأجل للمصارف والمؤسسات المالية من خلال منتجات مالية تحفز على تحسين نشوء سوق ثانوية للعقارات وذلك من خلال الإقراض وفي ذات الوقت شراء محافظ القروض السكنية من المقرضين سواء بنوكا أو مؤسسات مالية ثم إعادة بيعها للسوق المحلية أو العالمية.
نموذج عمل الشركة له أهمية في تحرير رأس المال من خلال بيع محافظها في السوق الثانوية، وتمكين أي المقترضين المؤسساتيين من تقديم قروض جديدة، وهي عملية لإعادة تدوير رأس المال وتعزيز قدرات البنوك والمؤسسات المالية على تلبية طلب السوق المتزايد على القروض السكنية، كما أنها تسهم في خفض تكلفة التمويل بين المقرضين، ولها تأثير كذلك إيجابي في تطور قطاع التشييد والبناء للمساكن.
من جانب آخر، إعادة بيع تلك المحافظ العقارية في السوق الثانوية تفتت المخاطر المالية وتقلل من تقلبات السوق وترفع ثقة المستهلكين بالسوق المحلية، وكلما زاد عمق السوق تحسنت مستويات استقرار المال في الأسواق الثانوية.
من خلال تحليل النشرة الإحصائية الشهرية للبنك المركزي نجد أن الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري تمكنت من زيادة أصولها من2.2 مليار في2019 إلى31 مليار ريال في 2023، محققة نسبة نمو بلغت 1300% وهذا يعبر عن وجود توسع إستراتيجي مؤثر ويبرهن على قدرتها على استغلال الموارد بكفاءة عالية، والمطلوبات شهدت كذلك زيادة حيث ارتفعت من 783 مليون ريال في 2019 إلى 26 مليارا في 2023 بنسبة بلغت 3200 % أما حقوق الملكية فقد ارتفعت من 1.4مليار في 2019 إلى 5.3 مليار في 2023 بنسبة نمو % 278 أي إن الشركة تحقق أرباحا كافية لتعزيز القيمة المتبقية بعد سداد الالتزامات.
أما عند مقارنة مطلوبات الشركة بالقطاع، أي مع شركات التمويل وإعادة التمويل العقاري مجتمعة لنفس الفترة وفق بيانات البنك المركزي لشهر يونيو 2024م، فتمثل مطلوباتها ما نسبته 39%، أي إن هناك ازديادا في الاعتماد على التمويل الخارجي، وتدل على أن حصتها السوقية كبيرة.
علاوة على ما سبق، وقعت الشركة مذكرة تفاهم خلال الأيام الماضية مع “بلاك روك” لتطوير برنامج تنمية مشاركة المؤسسات في أسواق رأس المال في القطاع العقاري، وهي واحدة من الجهود الإستراتيجية نحو توسيع السوق الثانوية في السعودية وتطوير المنتجات وتوسيع قاعدة العملاء عبر الشراكات الدولية.
خلاصة القول، على الرغم من كل التحديات المرتبطة بأسعار الفائدة المرتفعة، يمكننا وصف تجربة الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري التابعة لصندوق الاستثمارات العامة بالناجحة، بدليل أن أصولها منذ 2019 حتى نهاية 2023 تضاعفت 14 مرة وستتضاعف بعد توقيع مذكرات تفاهم مع شركاء دوليين مثل “بلاك روك”، فضلا عن دورها الحيوي في إزاحة مخاطر السيولة بعيدا عن النظام المصرفي، ويبرز دورها الجوهري في بناء وتشكيل سوق تمويل عقاري من خلال سوق ثانوية، وتلبية احتياجات المواطنين السكنية وفق نهج مستدام.
المصدر: الاقتصادية