Home تقنية البناء wiki في مواجهة الكوارث الطبيعية.. كيف تروِّج المؤسسات لمشاريع سكنية ضد الزلازل؟

في مواجهة الكوارث الطبيعية.. كيف تروِّج المؤسسات لمشاريع سكنية ضد الزلازل؟

by admin

أبنية – خاص

أصبحت المؤسسات العقارية، في ظل التغيرات المناخية المتزايدة والتهديدات المستمرة من الكوارث الطبيعية، تُولي اهتمامًا متزايدًا بمشاريع سكنية مصممة لمقاومة الزلازل. يعيش ملايين الأشخاص في دول تقع على “حزام الزلازل”، وهي مناطق معرَّضة باستمرار للهزات الأرضية، مثل اليابان وكاليفورنيا وتركيا. وتواجه هذه المناطق مخاطر عالية لوقوع زلازل مدمرة قد تؤدي إلى انهيار البنية التحتية وتسبب أضرارًا جسيمة. لذلك، تسعى شركات التطوير العقاري إلى إنشاء مبانٍ ذات تصميمات مبتكرة، تعتمد على تقنيات حديثة قادرة على امتصاص الصدماتأصبحت المؤسسات العقارية، في ظل التغيرات المناخية المتزايدة والتهديدات المستمرة من الكوارث الطبيعية، تُولي اهتمامًا متزايدًا بمشاريع سكنية مصممة لمقاومة الزلازل. وتقليل الأضرار الناتجة من الزلازل. فمن خلال استخدام مواد بناء متينة وهياكل مرنة، يمكن للمباني أن تتكيف مع حركة الأرض وتبقى قائمة أثناء الكوارث.

الاستدامة والأمان
تروِّج المؤسسات لمشاريع البناء المقاوم للزلازل من خلال التأكيد على الاستدامة والأمان، موضحة أن الاستثمار في هذه المشاريع ليس فقط ضرورة لحماية الأرواح والممتلكات، بل هو استثمار طويل الأجل لمواجهة التغيرات المناخية المستقبلية. وتُعزز هذه المشاريع بتقنيات حديثة مثل أنظمة الإنذار المبكر والذكاء الاصطناعي لرصد التحركات الأرضية، مما يعزز ثقة العملاء. ومع تزايد الوعي بتأثيرات التغير المناخي، أصبحت هذه المشاريع جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية المستدامة لتأمين حياة أكثر أمانًا واستقرارًا في المناطق المعرضة لمخاطر الزلازل.

بالقرب من الزلازل
نظرًا لطبيعة الزلزال المعروفة، التي تترك أثرًا كبيرًا على البيئة العمرانية، انتهز كثير من المؤسسات بالتعاون مع الحكومات الفرصة فسعت نحو إيجاد حلول حاسمة للحد من آثار الزلازل على العقارات؛ وذلك لأن بعض الدول تقع على عدد من خطوط الصدع التكتونية لتنضم بذلك إلى المناطق النشطة زلزاليًا. فتتبلور تساؤلات حول درجة أمان هذه العقارات في الوقت الراهن، وما التدابير الخاصة بالوقاية ضد الزلازل التي تبنتها هذه الهيئات والمؤسسات.

أهمية بناء منشآت ضد الزلازل
إن تعزيز قدرة مقاومة الزلازل في المنشآت، هو مسألة مهمة لضمان سلامة السكان والقاطنين، بالقرب من مناطق حزام الزلازل، وكذلك لتوفير دور كمواقع إخلاء طارئ للسكان المحليين أثناء حدوث الزلازل.، فتحاول مؤسسات لترويج فكرتها، بطريقة تشبه المساعي القديمة لمقاومة الكوارث في المنشآت المدرسية. كانت وزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا طلبت من الحكومات المحلية، بصفتها منشئي المدارس، أن تقوم بإدخال معامل الأهمية، وتعزيز مستوى تصميم مقاومة الزلازل، وتسريع تعزيز مقاومة الزلازل في المنشآت المدرسية التي بُنيت قبل تطبيق معايير مقاومة الزلازل الجديدة (1981).
وتتبلور أهمية بناء منشآت مقاومة وتستطيع الصمود أمام الزلازل، من خلال عدة نقاط تبرز ضرورة هذا النوع من التشييد المستقبلي في تلك الدول، كما يلي:
* حماية الأرواح والممتلكات: المباني المقاومة للزلازل تحمي الأرواح والممتلكات من الأضرار الناتجة من الهزات الأرضية، حيث تقلل من احتمال انهيار المباني. وهذا يعزز من استقرار المباني ويقلل من المخاطر المترتبة على الزلازل.
* استدامة الاستثمار والبنية التحتية: بناء منشآت مقاومة للزلازل يضمن استدامة طويلة الأمد للاستثمار، ويقلل التكاليف المرتبطة بالإصلاح أو إعادة البناء بعد الزلازل. وهذا يعزز من استقرار الاستثمارات ويحافظ على الموارد الاقتصادية.
* الاستجابة الفعّالة في حالات الطوارئ: توفر المباني المقاومة للزلازل مواقع آمنة لمراكز الاستجابة للطوارئ، مما يسهل استخدامها كمراكز إيواء وتوزيع المساعدات. فتحسين قدرة هذه المنشآت على الصمود، يعزز الاستجابة الفعّالة للزلازل، ويُسرع تقديم المساعدة.
* الامتثال للمعايير والقوانين: بناء منشآت مقاومة للزلازل يسهم في الامتثال للمعايير والقوانين المحلية والدولية، مما يعزز الأمان ويجنب العقوبات القانونية. فالالتزام بهذه المعايير يُحسن السلامة ويُجنب المخاطر القانونية.
* تحسين جودة الحياة: تُسهم المنشآت المقاومة للزلازل في تحسين جودة الحياة بتوفير بيئات سكنية وتجارية أكثر أمانًا، مما يقلل القلق ويعزز الراحة النفسية. وهذا يُسهم في استقرار المجتمعات ورفاهية الأفراد.

خطة التجربة التركية في مواجهة الزلازل
تركيا تعدُّ واحدة من الدول التي تتعامل بجدية مع مشكلة الزلازل، وتبذل جهودًا كبيرة لتطوير أساليب البناء لمواجهة هذا التهديد. والحكومة التركية، استجابةً للتحديات الزلزالية التي تواجهها، نجحت في تبني تقنيات متقدمة في تصميم وبناء المنشآت المقاومة للزلازل. تجسدت هذه الجهود في تنفيذ مشاريع عديدة لبناء مبانٍ مزودة بأنظمة مقاومة للزلازل، وهو ما يبرز بشكل جلي في انتشار هذه المنشآت في كافة أنحاء المدن التركية، مما يعكس التزام البلاد بأحدث معايير السلامة.
مدن تركيا الواقعة على خطوط الزلازل تشهد اهتمامًا خاصًا في هذا السياق، حيث تعدُّ مدن مثل إسطنبول وإزمير وأنطاليا وبورصة من أكثر المناطق تعرضًا للهزات الأرضية. وتعمل حكومة تركيا على تعزيز البنية التحتية في هذه المدن، من خلال تنفيذ مشاريع بناء حديثة مقاومة للزلازل، مع التركيز على تصميم مبانٍ قادرة على تحمل تأثيرات الزلازل. على سبيل المثال، توفر مجموعة هومست العقارية في إسطنبول مجمعات سكنية مزودة بتقنيات بناء مقاومة للزلازل، مما يعكس الجهود الكبيرة التي تُبذل لتقليل المخاطر.
وتتضمن الأساليب التي تتبعها تركيا لتأمين العقارات ضد الزلازل نظام تأمين الزلازل DASK، وهو نظام إلزامي يهدف إلى حماية العقارات من الأضرار الناجمة عن الزلازل والكوارث الطبيعية ذات الصلة. ويوفر هذا التأمين تغطية مالية لأصحاب العقارات في حالة تعرض المباني لأضرار جزئية أو كلية، بالإضافة إلى الأضرار الناتجة عن الحرائق والانهيارات. من خلال فرض هذا التأمين على معظم العقارات، تضمن الحكومة التركية تأمين الممتلكات وتعزيز الأمان لمواجهة الأزمات الطبيعية بفعالية.

دول تبنَّت تقنيات مقاومة الزلازل
تأتي اليابان في المقدمة كأحد أبرز الدول التي تعتمد تقنيات متقدمة لمواجهة خطر الزلازل، وذلك بفضل موقعها الجغرافي الفريد في “حزام النار” الذي يجعلها عرضة للزلازل بشكل مستمر. تعكس جهود اليابان في هذا المجال التزامها العميق بالسلامة العامة من خلال اعتماد أحدث التقنيات والتدابير الوقائية.
إلى جانب اليابان، هناك مجموعة من الدول الأخرى التي تتبنى معايير متقدمة في مجال الحماية من الزلازل، ولكن بمستويات متفاوتة من التنفيذ. تشمل هذه الدول الصين وتشيلي وإيطاليا والولايات المتحدة وتايوان والمكسيك. جميعها تسعى إلى تعزيز السلامة من الزلازل من خلال سياسات وتقنيات متطورة، مع اختلافات في مدى التطبيق والتكيف مع المخاطر الزلزالية وفقًا لموقعها الجغرافي وقربها من مناطق النشاط الزلزالي.

إجراءات التشييد ضد الزلازل
ليست مجرد خطوات متبعة، بل إنَّها نهج لا يخلو من خطة أيّ مشروع يسعى في المسير نحو إنشاء وتشييد مبانٍ مقاومة للزلازل، ويشمل ذلك ما يلي:
أولًا: إجراء دراسات مكثفة للتربة التي يتم بناء المشاريع عليها
تبدأ عملية تشييد الأبنية المقاومة للزلازل بإجراء دراسات مكثفة للتربة في موقع المشروع. هذه الدراسات تشمل تحليل نوعية التربة وخصائصها الجيولوجية، مثل قدرتها على امتصاص الاهتزازات ومدى استقرارها تحت الأحمال الثقيلة. من خلال هذه الدراسات، يمكن تحديد طريقة التأسيس الأنسب التي توفر قاعدة متينة للمبنى وتضمن استقراره أثناء الزلازل. هذا التحليل يساعد في التنبؤ بالمشاكل المحتملة وتفاديها، مما يعزز من أمان البناء بشكل كبير.
ثانيًا: استخدام مواد عالية الجودة في الأساسات والجدران
المرحلة التالية في تصميم الأبنية المقاومة للزلازل تتضمن استخدام مواد بناء عالية الجودة في الأساسات والجدران. إذ المواد المتينة والقوية مثل الخرسانة المسلحة والصلب تساعد في تعزيز صلابة المبنى ومقاومته للهزات الزلزالية. والأساسات الجيدة توفر قاعدة قوية تدعم الهيكل العلوي، بينما الجدران القوية تقاوم الضغوط الناتجة عن الاهتزازات. هذا الاستخدام للمواد العالية الجودة يسهم في تحسين قدرة المبنى على تحمل الأضرار والتقليل من خطر الانهيار أثناء الزلازل.
ثالثًا: تصميم المباني بنظام دعم صلب وثابت
تصميم الأبنية المقاومة للزلازل يتطلب أيضًا الربط الجيد بين الجدران والأسقف باستخدام نظام دعم صلب وثابت، يعمل كنظام يضمن توزيع الأحمال بشكل متوازن على الهيكل كله، مما يعزز من مرونة المبنى ويساعده على امتصاص اهتزازات الأرض بشكل فعَّال.

مستقبل البناء ضد الزلازل
إنَّ النظرة نحو مستقبل البناء في مواجهة الزلالزل، ليس من قبيل التجارب أو التصورات، بل هو واقع يُنتظر منذ زمن. فمثلًا، تُعتبر “ناطحة سحاب تايبيه 101” في تايوان واحدة من أبرز إنجازات البناء المقاوم للزلازل في العالم. ليس فقط بسبب تصميمها المعماري المذهل، بل لأنّها تحتوي على أكبر مخمد كتلة مضبوط في العالم، يتكون من كرة معدنية عملاقة يؤدي دورًا حاسمًا في تقليل تأثير الأحمال العابرة مثل الرياح والزلازل على الهيكل، مما يعزز استقراره ويضمن سلامته.
وفي منطقة أخرى من العالم، يظهر “برج خليفة” في الإمارات العربية المتحدة كمثال آخر على تطور تقنيات البناء ضد الزلازل. يُعدُّ برج خليفة من أكثر الهياكل شهرة بفضل هيكله القوي الذي يجمع بين الأرضيات الميكانيكية والجدران والأعمدة. وتسهم هذه التصميمات في دعم الهيكل ضد الأحمال الجانبية والزلازل، مما يجعله مقاومًا بشكل فعال في كلا الاتجاهين الجانبي والالتوائي. ويعزز هذا التصميم من متانة البرج وقدرته على تحمل الضغوط البيئية.
أيضًا، يُبرز “مطار صبيحة كوكجن الدولي” في إسطنبول الجهود الرائدة في البناء المقاوم للزلازل، حيث يُعدُّ من بين أكثر المباني مقاومة للزلازل في العالم. يقع المطار بالقرب من صدع شمال الأناضول، وهو أحد المطارات الدولية الرئيسية في المدينة التاريخية، التي تضمن التدابير المتخذة في تصميم المطار وتحسينه، مواجهة الزلازل والحفاظ على سلامة المسافرين، والبنية التحتية الحيوية في مواجهة النشاط الزلزالي.

You may also like

اترك تعليقك :

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?