Home تقارير منازل حسب الطلب .. دون الحاجة إلى مهندس

منازل حسب الطلب .. دون الحاجة إلى مهندس

by admin

الأبينة الجاهزة – الرياض

أي شخص مارس لعبة الكمبيوتر “ذا سيمز” The Sims سيعرف مدى المتعة التي يمكن أن يحصل عليها عند تصميم منزله الخاص به. يمكن تقليص مساحة الجدران أو زيادتها، وكذلك اختيار الواجهة الخارجية من الحجر أو الخشب، ويمكن إضافة أرضية ببضع نقرات.
قد لا يقتصر هذا المستوى من التعديلات على الواقع الافتراضي بفضل وصول الشركات التي تبني منازل حسب طلب العملاء دون الحاجة إلى مهندس معماري.
إحدى هذه الشركات الناشئة هي “هاي آرك” Higharc، التي تقول إنها تريد “إعادة ابتكار تصميم المنازل بالنسبة للعصر الرقمي” باستخدام عمليات التصميم التكراري لإنشاء خطط بناء ثلاثية الأبعاد حسب طلب العميل.
تستخدم المجموعة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها أساليب من مجالات التصميم التوليدي بمساعدة الكمبيوتر، وفيه تضع الخوارزميات النماذج. الأتمتة لا تصبح متداخلة فقط في الإدارة اليومية لمدننا، بل تساعد أيضا في تصميمها.
يقول مارك مينور، مؤسس “هاي آرك” ورئيسها التنفيذي، إن نظام شركته “أسرع من أفضل برامج تصميم المنازل الحالية. على الرغم من أن المشتري، أو الباني يرى أنموذجا ثلاثي الأبعاد بسيطا، إلا أن هناك خوارزميات متطورة وراء الكواليس تحدد باستمرار التفاصيل الأساسية التي تستغرق عادة ساعات من الجهد اليدوي”.
من المتوقع أن يكون كثير من المباني الجديدة “ذكيا”، مع ميزة التحكم في عمليات التشغيل الآلية مثل الإضاءة والأمن والتدفئة. ويمكنها أيضا جمع البيانات وإدارتها للاستفادة من المساحة قدر الإمكان والحد من الأضرار البيئية، وخفض استخدام الطاقة. ويتوقع أن يرتفع حجم السوق السنوية للمباني الذكية في العالم من 61 مليار دولار حاليا إلى 106 مليارات دولار في غضون خمسة أعوام، وفقا لبحث أجرته “ماركتس آند ماركتس”.
يقول ديل سينكلير، مدير الممارسة الفنية والهندسة المعمارية في مجموعة إيكوم الهندسية: “نحن الآن على أعتاب الطريقة التي نستخدم بها البيانات”. يضيف: “لم يفعل المهندسون المعماريون حتى الآن ما يكفي لاستكشاف كيف يمكن للبيانات أن تقود المدن الذكية”.
يقول سينكلير إن تخطيط المنازل والأحياء السكنية في كثير من الأحيان يركز على أرباح المطورين العقاريين. على المدى الطويل يعمل هذا على فقدان القيمة بالنسبة للمجتمعات الموجودة في المناطق الحضرية الجديدة، وهذا يشجع على إنشاء وترميم مدن مدمجة متعددة الاستخدامات يمكن التنقل فيها مشيا على الأقدام.
باميلا والجرين، المؤسسة المشاركة لـ”فينش ثري دي” Finch 3D، وهي شركة ناشئة أخرى تقدم تكنولوجيا الأتمتة إلى القطاع، تقول: “بصفتنا مهندسون معماريون، من المهم أن نستفيد من الإمكانيات والأدوات الجديدة التي تنشأ”. تضيف: “من الأفضل اتخاذ هذه القرارات من قبل المهندسين المعماريين، وستساعدهم مثل هذه البرامج على اتخاذ قرارات أكثر استنارة”.
تجري”فينش ثري دي” – التي يعمل برنامجها على أتمتة المهام المتكررة وإرشاد المهندسين خلال عملية التصميم باستخدام المحاكاة والذكاء الاصطناعي – تجربة في السويد، وتأمل في جمع أموال لتمويل توسعها في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبرازيل. تقول والجرين إن برنامج “فينش ثري دي” يسمح للمحترفين بقضاء مزيد من الوقت في البناء ويجعل تقييم التصميم أسهل.
توجد بالفعل فرص للمهندسين المعماريين للعمل مع المطورين العقاريين الذين يستخدمون الأتمتة والذكاء الاصطناعي في تحسين تنمية الضواحي. تتطلب المباني والمدن الذكية أجهزة كمبيوتر لتصميم أنظمة معقدة تتضمن آلاف المعايير. يقول سنكلير إن مهارات المهندس المعماري لا تزال مهمة في تصور فكرة التصميم وتحديد ما إذا كان الأنموذج يناسب الواقع.
بحسب سنكلير، النائب السابق لرئيس الممارسة في المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين Riba، يجري بالفعل تدريس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المتقدمة الأخرى والطلاب يطبقون ذلك. مثلا، كانت هناك استفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في التقارير التي يتلقاها المعهد الملكي للمهندسين المعماريين لجائزة الميدالية الذهبية السنوية، التي تمنح للتأثير الكبير في النهوض بالهندسة المعمارية.
بعض الشركات المعمارية القائمة تستخدم بالفعل الأتمتة للمساعدة على التحليل الهيكلي المعقد والتصميم والأعمال الاستكشافية. وتعطى الأولوية لتطوير السبل للمهندسين المعماريين للتعبير عن التصميم المقصود وأهداف العميل بطرق مألوفة بالنسبة لهم، مثل الرسومات. من الممكن لمحركات التصميم التعامل مع المهام باستخدام الاستدلال المعماري (مثل عرض المدخل أو أبعاد الغرفة)، والرمز الداخلي، والتصور ثلاثي الأبعاد.
لكن زيادة اعتماد التكنولوجيا في الهندسة المعمارية أثار القلق في بعض الشركات، مع مخاوف من أن أتمتة معلومات البناء ستجبرهم على كسب مزيد من المشاريع من أجل البقاء.
لكن مع أتمتة المهام البسيطة، فإن أوجه التقدم التكنولوجي توفر فرصا للمهندسين المعماريين للجمع بين مهاراتهم والبيانات لتشكيل مستقبل المدن الذكية، كما تقول والجرين.
وتضيف: “لقد تم تصميم كثير من المباني الرائعة دون أي شيء سوى قلم وقطعة من الورق. الفرق الآن أنه يمكننا الحصول على ردود فعل فورية”.

You may also like

اترك تعليقك :