Home تقارير الأخشاب المُعالجة تقنيًا.. مستقبل البناء العمودي

الأخشاب المُعالجة تقنيًا.. مستقبل البناء العمودي

by admin

أبنية – خاص

في العقود الأخيرة، شهد قطاع البناء تحولًا ملحوظًا نحو استخدام الأخشاب المُعالجة تقنيًا، مثل الخشب المُصنّع المتقاطع “CLT” والخشب المُصنّع المُلصق”Glulam”، في إنشاء الأبنية الشاهقة. تتميز هذه المواد بخفة وزنها، وقوتها الهيكلية، واستدامتها البيئية، مما يجعلها بديلًا مثاليًا للخرسانة والصلب في العديد من المشاريع.

الأخشاب المُعالجة تقنيًا.. ثورة في عالم الأبنية الشاهقة

مع تقدم التكنولوجيا وتزايد الحاجة إلى حلول بناء مستدامة، برزت الأخشاب المُعالجة تقنيًا كأحد أكثر المواد ابتكارًا في تشييد الأبنية الشاهقة. أنواع مثل الخشب المُصنّع المتقاطع “CLT” والخشب المُصنّع المُلصق (Glulam) لم تعد تقتصر على الأكواخ والمنازل الريفية، بل أصبحت تنافس الخرسانة والصلب في إنشاء الأبراج والمباني متعددة الطوابق.
هذه الأخشاب لا تتميز فقط بخفتها وقوتها، بل أيضًا بسهولة تشكيلها، ما يمنح المعماريين الحرية لإبداع تصاميم مدهشة، منحنية وانسيابية، مستحيلة في المواد التقليدية. علاوة على ذلك، توفر هذه الأخشاب عزلًا حراريًا وصوتيًا طبيعيًا، ما يُقلل من استهلاك الطاقة ويحسن راحة السكان، وهو ما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من مستقبل البناء.
الأهم من ذلك أن هذه الأخشاب تُمثّل حلاً بيئيًا رائعًا؛ إذ تُخزّن الكربون بدلاً من إطلاقه كما تفعل الخرسانة. فهي خيار مستدام يُساهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة ويُساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ما يجعلها الحل الأمثل للمدن التي تبحث عن مزيج بين العمارة الخضراء والتصاميم العصرية.

الأخشاب المُعالجة.. مستقبل البناء المستدام
في زمن تتصاعد فيه الأزمات البيئية، يصبح من الضروري التفكير في مواد بناء تُقلل من الأثر البيئي وتُسهم في حماية الكوكب. الأخشاب المُعالجة تقنيًا تُعد واحدة من أهم البدائل التي تجمع بين الأداء القوي والاستدامة البيئية. فهي ليست مجرد مادة للبناء، بل أداة لتخزين الكربون وتقليل الانبعاثات الضارة، مما يساهم في مكافحة تغيّر المناخ.
تشير الدراسات إلى أن استخدام هذه الأخشاب يمكن أن يقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بالخرسانة. إضافة إلى ذلك، فإنها تأتي من غابات مُدارة بشكل مستدام، ما يضمن تجدد الموارد واستمراريتها دون الإضرار بالنظم البيئية، ما يُرسّخ فكرة الاقتصاد الدائري في قطاع البناء.
هذه المزايا البيئية لم تعد نظرية، بل أصبحت واقعًا في مشاريع كبرى مثل Wood City في ستوكهولم وبرج Mjøstårnet في النرويج. هذه النماذج ليست فقط أبنية شاهقة، بل رموز لحقبة جديدة من البناء المستدام، تُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والبيئة من خلال المعمار.

عندما تُنافس الأخشاب السماء.. نماذج عالمية للأبنية الخشبية الشاهقة
من كان يظن يومًا أن الأخشاب ستدخل عالم الأبراج الشاهقة؟! لكن المشاريع الرائدة حول العالم أثبتت أن الأخشاب المُعالجة تقنيًا ليست فقط خيارًا آمنًا، بل مُبتكرًا في البناء العمودي. برج Mjøstårnet في النرويج بارتفاعه الذي يتجاوز 85 مترًا أصبح رمزًا عالميًا لقدرات الأخشاب المعاصرة في الصمود أمام الرياح والطقس القاسي.
لهذا كان تقرير مجلس الأخشاب الأمريكي أكَّد على الفوائد البيئية لاستخدام الأخشاب المُعالجة، مثل تقليل انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء الداخلي.
في كندا، أثبت مشروع “Brock Commons” أن الأخشاب المُعالجة يمكن أن تُسرّع من وتيرة البناء وتقلل التكاليف، إلى جانب توفير بيئة داخلية صحية أكثر للسكان داخل المبنى المتكون من 18 طابقًا. ومع تصاعد المشاريع، يتجه العالم نحو المزيد من الأبنية التي تستخدم الأخشاب في قلب المدن، حتى تلك المخصصة للوظائف المكتبية والسكنية.
هذه النماذج ليست مجرد مبانٍ شاهقة، بل رسائل قوية تُظهر كيف يمكن للعمارة أن تتحالف مع الطبيعة بدلاً من أن تعاديها. من “Carbon12” في بورتلاند إلى “Wood City” في ستوكهولم، الأخشاب المُعالجة تكتب فصلًا جديدًا في قصة البناء الحضري، حيث تلتقي القوة بالاستدامة.

مع التقدم التكنولوجي وزيادة الوعي البيئي، يُتوقع أن يزداد استخدام الأخشاب المُعالجة في الأبنية الشاهقة. تُشير التقديرات إلى أن هذا الاتجاه سيساهم في تقليل البصمة الكربونية لقطاع البناء، وتحقيق أهداف الاستدامة العالمية.

You may also like

اترك تعليقك :